أَوْ مَاتُوا﴾ إلى قوله: ﴿يَرْضَوْنَهُ﴾، فما تبتغي أيها العبد إذا أدخلت مدخلًا ترضاه، ورزقت رزقًا حسنًا، والله ما أبالي من أي حفرتيهما بعثت.
ورواه [١] ابن جرير (١٦٦)، عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، أخبرني عبد الرحمن بن شريح، عن [٢] سلامان بن عامر قال: كان فضالة بـ "رودس" أميرًا على الأرباع، فخرج بجنازتي [٣] رجلين؛ أحدهما قتيل، والآخر متوفى … فذكر نحو ما تقدم.
وقوله: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ﴾، ذكر مقاتل بن حيان وابن جريج [٤]: أنها نزلت في سرية من الصحابة، لقوا جمعًا من المشركين في شهر محرم، فناشدهم [٥] المسلمون لئلا يقاتلوهم في الشهر الحرام، فأبى [٦] المشركون إلا قتالهم، وبغوا عليهم، فقاتلهم المسلمون، فنصرهم الله عليهم، ﴿إِنَّ [٧] اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ﴾.
يقول تعالى منبهًا على أنه الخالق المتصرف في خلقه بما يشاء، كما قال: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ (٢٦) تُولِجُ اللَّيلَ فِي النَّهَارِ … ﴾ الآية. ومعنى إيلاجه الليل في النهار، والنهار في الليل: إدخاله من هذا في هذا، و [من][٨] هذا في هذا، فتارة يطول الليل ويقصر النهار -كما في الشتاء- وتارة يطول النهار ويقصر الليل -كما في الصيف.