للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فيهم النبي : "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان" (١٣).

وقوله: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾، أي: يواظبون عليها في مواقيتها، كما قال ابن مسعود: سألت رسول الله فقلت: يا رسول الله، أي العمل أحب إلى الله؟ قال: "الصلاة على وقتها". قلت: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين". قلت: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله".

أخرجاه في الصحيحين (١٤). وفي مستدرك الحاكم قال: "الصلاة في أول وقتها" (١٥).

وقال ابن مسعود ومسروق في قوله: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ يعني: مواقيت الصلاة، وكذا قال أبو الضحى، وعلقمة بن قيس، وسعيد بن جبير، وعكرمة. وقال قتادة: على مواقيتها وركوعها وسجودها.

وقد افتتح الله ذكر هذه الصفات الحميدة بالصلاة، واختتمها بالصلاة، فدل على أفضليتها، كما قال رسول الله : "استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" (١٦).

ولما وصفهم تعالى بالقيام بهذه الصفات الحميدة، والفعال الرشيدة، قال: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (١٠) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾.

وثبت في الصحيحين (١٧) أن رسول الله قال: "إذا سألتم الله الجنة


(١٣) - رواه البخاري في الإيمان (٣٣)، ومسلم في الإيمان (٥٩).
(١٤) صحيح البخاري كتاب الأدب (٥٩٧٠)، وصحيح مسلم، كتاب الإيمان (٨٥).
(١٥) المستدرك (١/ ١٨٨) وقال الحاكم: "فقد صحت هذه اللفظة باتفاق الثقتين بندار -محمَّد بن بشار- والحسن بن مكرم على روايتهما عن عثمان بن عمرو، وهو صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
(١٦) ورد من حديث ثوبان: رواه أحمد (٢٤٢٧٩) (٥/ ٢٧٦ - ٢٧٧) وابن ماجه في كتاب الطهارة وسننها، باب: المحافظة على الوضوء (٢٧٧). من طريق سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عنه به. وقال البوصيري: رجال إسناده ثقات أثبات؛ إلا أن فيه انقطاعًا بين سالم وثوبان، فإنه لم يسمع من بلا خلاف، ولكن أخرجه الدارمي، وابن حبان في صحيحه س طريق ثوبان متصلًا.
ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: رواه ابن ماجه في كتاب الطهارة حديث (٢٧٨) من طريق
المعتمر، عن ليث، عن مجاهد عنه، به، وإسناده ضعيف لأجل ليث. بن أبي سليم.
ومن حديث أبي أمامة: رواه ابن ماجه في كتاب الطهارة وسننها (٢٧٩) من طريق إسحاق بن أسيد عن أبي حفص الدمشقي عنه به، وضعفه البوصيري في الزوائد.
(١٧) البخاري في كتاب الجهاد والسير (٢٧٩٠)، وفي التوحيد (٧٤٢٣) عن أبي هريرة، ولم يعزه صاحب التحفة إلى غير البخاري.