للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي لا إله غيره، ولا رب سواه، ولا تنبغي العبادة إلا له، لأنه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن. وهو الذي لا ولد له ولا والد، ولا عديل ولا نديد ولا وزير ولا نظير، بل هو الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.

﴿وَقَال الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إلا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (٤) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٥) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (٦)

يقول تعالى مخبرًا عن سَخَافة عقول الجهلة من الكفار، في قولهم عن القرآن: ﴿إِنْ هَذَا إلا إِفْكٌ﴾، أي: كذب، ﴿افْتَرَاهُ﴾، يعنون النبي ﴿وَأَعَانَهُ عَلَيهِ قَوْمٌ آخَرُونَ﴾، أي: واستعان على جمعه بقوم آخرين؛ قال [١] الله تعالى: ﴿فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا﴾، أي: فقد افتروا هم قولًا باطلًا، هم يعلمون أنه باطل، ويعرفون كذب أنفسهم فيما يزعمون ﴿وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا﴾، يعنون كتب الأوائل، [أي: استحسنها] [٢]، ﴿فَهِيَ تُمْلَى عَلَيهِ﴾، أي ة تُقرأ عليه ﴿بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ أي: في أول النهار وآخره وهذا الكلام - لسخافته وكذبه وبَهْته [كل أحد يعلم] [٣] منهم بطلانه، [فإنه قد عُلم] [٤] بالتواتر وبالضرورة: أن محمدًا رسول الله لم يكن يعاني شيئًا من الكتابة، لا في أول عمره ولا في آخره، وقد نشأ بين أظهرهم من أول مولده إلى أن بعثه الله نحوًا من أربعين سنة، وهم يعرفون مدخله ومخرجه، وصدقه [وبره وأمانته ونزاهته من] [٥] الكذب والفجور، وسائر الأخلاق الرذيلة، حتى إنهم [لم يكونوا] [٦] يسمونه في صغره إلى أن بعث إلا [٧] الأمين؛ لما يعلمون من صدقه وبره، فلما أكرمه الله بما أكرمه به، نصبوا له العداوة، ورَمَوْه بهذه الأقوال التي يعلم كل عاقل براءته منها، وحاروا ماذا [٨] يقذفونه به، فتارة من إفكهم يقولون: ساحر، وتارة يقولون: شاعر، وتارة يقولون: مجنون، وتارة يقولون: كذاب، [قال] [٩] الله تعالى: ﴿انْظُرْ كَيفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَال فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ


[١]- في ت: "فقال".
[٢]- ما بين المعكوفتين في ت: "استنسخها".
[٣]- ما بين المعكوفتين في ت: "يعلم كل أحد".
[٤]- ما بين المعكوفتين زيادة من: ت.
[٥]- في ت: "ونزاهته وبره وأمانته وبعده عن".
[٦]- في ت: "كانوا".
[٧]- سقط من: ت.
[٨]- في ت: "فيما".
[٩]- في ت: "وقال".