للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصححه، وأَبو داود، والتِّرمِذي وحسنه، والنَّسائي.

وقال ابن أبي حاتم: حدَّثنا أبي، حدَّثنا أَبو الأشعث، حدَّثنا معتمر، سمعت أبي يحدث عن سيار، عن خالد بن يزيد؛ قال: كان عند عبد الملك بن مروان، فذكروا الماء، فقال خالد بن يزيد: منه من السماء، ومنه ما يسقيه الغيم من البحر فيعذبه الرعد والبرق، فأما ما كان من البحر فلا يكون له نبات فأما النبات فمما كان من السماء.

وروي عن عكرمة قال: ما أنزل الله من السماء قطرة إلا أنبت بها في الأرض عشبة أو في البحر لؤلؤة. وقال غيره: في البر برٌّ، وفي البحر دُرٌّ.

وقوله: ﴿لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيتًا﴾ أي: أرضًا قد طال انتظارها للغيث، فهي هامدة لا نبات فيها ولا شيء، فلما جاءها الحيا عاشت واكتست رباها أنواع الأزاهير والألوان؛ كما قال تعالى: ﴿فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ ﴿لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا﴾. أي: وليشرب منه الحيوان من أنعام وأناسي، محتاجون [١] إليه غاية الحاجة، لشربهم وزروعهم وثمارهم، كما قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾، وقال تعالى: ﴿فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ﴾.

وقوله: ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَينَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا﴾. أي: أمطرنا هذه الأرض دون هذه، وسقنا السحاب فمر على الأرض وتعداها وجاوزها [إلى الأرض الأخرى] [٢]، لم ينزل فيها قطرة من


= ما لم يتغير (١/ ٢٥٧ - ٢٥٨). من طريق عن عبد العزيز بن مسلم له - وسقط في شرح معاني الآثار "سليط"؛ فليستدرك.
وأخرجه أَبو داود -كتاب الطهارة، باب: ما جاء في بئر بضاعة - (٦٦). والتِّرمِذي -كتاب الطهارة، باب: ما جاء في أن الماء لا ينجسه شيء - (٦٦). والنَّسائي - (١/ ١٧٤) وابن الجارود في "المنتقى" (٤٧)، والبيهقي (١/ ٤ - ٥٨)، وأحمد (١١٢٧٣) (٣/ ٣١).
من طريق أبي أسامة عن الوليد بن كثير عن محمد بن كعب عن عبيد الله بن عبد الله بن رافع بن خديج عن الخدري.
وقال التِّرمِذي: هذا حديث حسن، وقد جود أَبو أسامة هذا الحديث، فلم يرو واحد حديث أبي سعيد في بئر بضاعة أحسن مما روى أَبو أسامة، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي سعيد.
وأخرجه أَبو داود - (٦٧) والطحاوي - (١/ ١١) وأحمد (١١٨٣١) (٣/ ٨٦).
من طرق ثلاثة عن محمد بن إسحاق عن سليط بن أيوب عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع عن أبي سعيد به.
والحديث صححه الشيخ الألباني في الإرواء (١٤).