وحدثنا أبو زُرعة، حدثنا صفوان، قال: سمعت الوليد قال: فسألت ابن لهيعة: ما الفشوش؟ قال: التي تَفُشٌ بلبنها واسعة الشخب. قلت:[فما الضبوب؟ قال: الطويلة الضرع تجره. قلت: فما العَزُوز؟ قال: ضيقة الشخب. قلت][١]: فما الثعُول؟ قال: التي ليس لها ضرع إلا [٢] كهيئة حلمتين. قلت: فما الكميشة؟ قال [٣]: التي تفَوت الكف، كميشة الضرع، صغير لا يدركه الكف.
مدار هذا الحديث علي عبد الله بن لهيعة المصري -وفي حفظه سوء- وأخشى أن يكون رفعه خطأ [٤]، والله أعلم. وينبغي أن يُرْوَى: ليس فيها فشوش ولا عزوز، ولا ضبوب ولا ثَعول ولا كميشة [٥] لتذكر كل صفة ناقصة مع ما يقابلها من الصفات الناقصة. وقد روى ابن جرير من كلام أنس بن مالك -موقوفًا عليه- ما يقارب بعضه بإسناد جيد فقال:
حدثنا محمد بن المثنئ، حدثنا معاذ بن هشام، حدثنا أبي، عن قتادة، حدثنا [٦] أنس بن مالك ﵁ قال: لما دعا نبي الله موسى ﵇ صاحبه إلي الأجل الذي كان بينهما، قال له صاحبه: كل شاة ولدت علي غير [٧] لونها ذلك [٨] ولدها لك. فعمد فرفع حبالًا على الماء، فلما رأت الخيال فزعت فجالت جولة، فولدن كلهن بلقا إلَّا شاة واحدة، فذهب بأولادهن ذلك العام (١٧).