ثم قال: ﴿وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً﴾. أي: فجأة ﴿وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٥٣) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ﴾ أي: يستعجلون العذاب [١]، وهو واقع بهم لا محالة.
قال شعبة: عن سماك، عن عكرمة قال في قوله: ﴿وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ﴾ قال: البحر.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد، حدثنا أبي، عن مجالد، عن الشعبي: أنه سمع ابن عباس يقول: ﴿وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ﴾، وجهنم هو هذا البحر الأخضر، تنتثر الكواكب فيه، وتُكور فيه الشمس والقمر، ثم يستوقد فيكون هو جهنم.
وقال الإمام أحمد (٤١): حدثنا أبو عاصم؛ حدثنا عبد الله بن أمية، حدثني محمد بن حُيي [٢]، حدثنا صفوان بن يعلى، عن أبيه، أن النبي ﷺ قال:"البحر هو جهنم" قالوا ليعلى؟ فقال: ألا ترون أن الله يقول: ﴿نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا﴾، قال: لا، والذي نفس يعلى بيده لا أدخلها أبدًا حتى أعرض علي الله، ولا يصيبني منها قطرة حتى أعرض على الله ﷿ هذا تفسير غريب وحديث غريب جدًّا، والله أعلم.