للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الإمام أحمد: حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا زَبَّان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه، عن رسول اللَّه ، أنه قال: "ألا أخبركم لم سمى اللَّه إبراهيم خليله الذي وفى؟ لأنه كان يقول كلما أصبح وأمسى: سبحان اللَّه حين تمسون وحين تصبحون، وله الحمد في السموات والأرض وعشيًّا وحين تظهرون" (١٣).

وقال الطبراني (١٤): حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي، حدثنا عبد اللَّه بن صالح، حدثني الليث بن سعد، عن سعيد بن بشير، عن محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عباس، عن رسول اللَّه قال: "من قال حين يصبح: ﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ﴾ الآية بكمالها، أدرك ما فاته في [١] يومه، ومن قالها حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته". إسناده [٢] جيد، ورواه أبو داود في سننه.

وقوله: ﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ﴾، هو ما نحن فيه من قدرته على فعل [٣] الأشياء المتقابلة، وهذه الآيات المتتابعة الكريمة كلها من هذا النمط، فإنه يذكر فيها خلقه الأشياء وأضدادها، ليدل خلقه على كمال قدرته، فمن ذلك إخراج النبات من الحب، والحب من النبات. والبيض من الدجاج، والدجاج من البيض، والإِنسان من النطفة، والنطفة من الإِنسان، والمؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن.


(١٣) السند (٣/ ٤٣٩). وإسناده ضعيف من أجل ابن لهيعة وزبان بن فائد.
زبان بن فائد: ضعفه أحمد وابن معين وغيرهما، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًّا، ينفرد عن سهل بن معاذ بنسخة كأنها موضوعة، لا يحتج به. وقال أبو حاتم: شيخ صالح. وقال الليث بن سعد: لو أراد زبان أن يزيد في العبادة مقدار خردلة ما وجد لها موضعًا. وقال ابن يونس: كان على مظالم مصر وكان من أعدل ولاتهم.
وسهل بن معاذ بن أنس الجهني: قال أبو بكر بن أبي خيثمة عن ابن معين: ضعيف. وذكره ابن حبان في الثقات. قال ابن حجر: لكن قال: لا يعتبر حديثه ما كان من رواية زبان بن فائد عنه، وذكره في الضعفاء فقال: منكر الحديث جدًّا، فلست أدري أوقع التخليط في حديثه منه أو من زبان؟ فإن كان من أحدهما فالأخبار التي رواها ساقطة، وإنما اشتبه هذا لأن راويها عن سهل زبان إلا الشيء بعد الشيء، وزبان ليس بشيء. وقال العجلي: مصري تابعي ثقة. بخ دت ق.
والحديث وأخرجه الطبراني في الكبير (٢٠/ ١٩٢) حديث ٤٢٧ - ٤٢٨. والطبري في تفسره (١٣/ ٧٣). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ١١٧) وقال: رواه الطبراني وفيه ضعفاء وثقوا.
(١٤) المعجم الكبير (١٢/ ٢٣٩)، وسنن أبي داود حديث (٥٠٧٦).