للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصفار، عن عُبيد الله بن زَحْر، عن علي بن يزيد، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة، عن النبي قال: "لا يحل بيع المغنيات، ولا شراؤهن، وأكل أثمانهن حرام، وفيهن أنزل الله ﷿ عَلَيّ: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ﴾.

وهكذا رواه الترمذي وابن جرير، من حديث عُبَيد الله بن زحر بنحوه، ثم قال الترمذي: هذا حديث غريب، وضُعّف علي بن يزيد المذكور (٢).

قلت: علي وشيخه والواوي عنه، كلهم ضعفاء، والله أعلم.

وقال الضحاك في قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ﴾: يعني الشرك. وبه قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، واختار ابن جرير أنه كل كلام يصد عن آيات الله واتباع سبيله.

وقوله: ﴿لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ أي: إنما يصنع هذا للتخالف للإسلام وأهله وعلى قراءة فتح الياء، تكون اللام لام العاقبة، أو تعليلًا للأمر القدري، أي: قُيّضوا [١] لذلك ليكونوا كذلك.

وقوله: ﴿وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا﴾ قال مجاهد: ويتخذ سبيل الله هزوًا يستهزئ بها.

وقال قتادة: يعني ويتخذ آيات الله هزوًا. وقول مجاهد أولى.

وقوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾، أي: كما استهانوا بآيات الله وسبيله،


(٢) - إسناده واهٍ، وأخرجه أحمد (٥/ ٢٥٢، ٢٦٤)، والترمذي في البيوع من جامعه، باب: "ما جاء في كراهية بيع المغنيات" حديث رقم (١٢٨٢)، وفي التفسير، باب: ومن سورة لقمان، حديث رقم (٣١٩٥)، وابن ماجه في كتاب التجارات، باب: ما لا يحل بيعه، حديث رقم (٢١٦٨)، والطبراني (٨/ ٢١٢، ٢٢٣، ٢٥١، ٢٥٣، ٢٥٤)، وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي - ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (٢/ ٧٨٣ - ٧٨٤)، والبيهقي (٦/ ١٤ - ١٥)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٢٣١٥)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (٢/ ٧٨٣، ٧٨٤) من طرق عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم بن عبد الرحمن الشامي، عن أبي أمامة به. وفي بعض الطرق عند الطبراني وابن الجوزي في العلل المتناهية من طريق آخر عن القاسم عن أبي أمامة، وكلها ضعيفة لا تثبت، والحديث محفوظٌ من هذه الطريق: عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة، وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء، وفي الباب عن عائشة مرفوعًا بلفظ: "إن الله تعالى حرم القينة، وبيعها وتعليمها، والاستماع إليها ثم قرأ: ﴿وَمِنَ النَّاسِ.﴾ الآية أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي - ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (٢/ ٧٨٣ - ٧٨٥) وضعفه، لتفرد ليث بن أبي سليم به.