للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الطبراني (٣٧): حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، حدثنا موسى بن يحيى المروزي، حدثنا سليمان بن عبد الله بن وهب الكوفي، عن عبد العزيز بن حكيم، عن ابن عمر؛ قال: قال رسول الله : "ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في الموت ولا في قبورهم ولا في النشور. و [١] كأني أنظر إليهم عند الصيحة ينفضون رءوسهم من التراب، يقولون: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ﴾ ".

قال ابن عباس، وغيره: غَفَر لهم الكثير من السيئات، وشكر لهم اليسيرَ من الحسنات.

﴿الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ﴾، يقولون: الذي أعطانا هذه المنزلة، وهذا المقام من فضله ومَنِّه ورحمته، لم تكن أعمالنا تساوي ذلك. كما ثبت في الصحيح أن رسول الله ؛ قال: "لن يُدخل أحدًا منكم عمله الجنة". قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا، إلا أن يتغمّدني الله برحمة منه وفضل" (٣٨).

﴿لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ﴾، أي: لا يمسنا فيها عناء ولا إعياء.

والنصَب واللغوب: كل منهما يستعمل في التعب. وكأن المراد بنفي هذا وهذا عنهم أنهم لا تعب على أبدانهم ولا أرواحهم، والله أعلم. فمن ذلك أنهم كانوا يُدْئِبون أنفسهم في العبادة في الدنيا، فسقط عنهم التكليف بدخولها، وصاروا في راحة دائمة مستمرة. قال الله تعالى: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾.

﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (٣٦) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا


= الطبراني في المعجم الأوسط برقم (٤٥٣١) "مجمع البحرين"، وابن عدي في الكامل (٤/ ١٥٨١) من طريق يحيى الحماني، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، به. وقال المنذري في الترغيب (٢/ ٤١٦): "في متنه نكارة".
(٣٧) - وأورده الهيثمي في المجمع (١٠/ ٣٣٣) وقال: "رواه الطبراني، وفيه جماعة لم أعرفهم". ورواه ابن عدي في الكامل (٢/ ٤٩٨) من حديث الحسن بن قزعة، عن بهلول بن عبيد الكندي، عن سلمة بن كهيل عن ابن عمر، والبيهقي في البعث برقم (٨٢) من طريق ابن عدي، وقال ابن عدي: ليس بذاك، ولبهلول هذا غير ما ذكرت من الحديث قليل، وأحاديثه عمن روى عنه فيه نظر، وحديثه عن أبي إسحاق أنكر منه عن غيره، وإنما ذكرته لأبين أن أحاديثه مما يتابعه عليها الثقات؛ إذ لم أر لمن تكلم في الرجال فيه كلامًا.
وقال البيهقي: "هذا مرسل عن سلمة بن كهيل وابن عمر، وبهلول تفرد له، وليس بالقوي".
(٣٨) - متفق عليه من حديث أبي هريرة، رواه البخاري في كتاب المرضى برقم (٥٦٧٣)، ومسلم في صفات المنافقين وأحكامهم برقم (٢٨١٦).