وقيل: المراد بذلك [سَرْح المرخ][١] والعَفَار، ينبت في أرض الحجاز فيأتي من أراد قَدْح [نار][٢] وليس معه زناد، فيأخذ منه عودين أخضرين، ويقدح [٣] أحدهما بالآخر، فتتولد النار من بينهما، كالزناد سواء. روي هذا عن ابن عباس ﵄. [وفي المثل][٤]: "لكل شجر نار، واستمجد المَرْخُ والعَفَار". وقال الحكماء: في كل شجر نار إلا الغاب.
يقول تعالى منبهًا على قدرته العظيمة في خلقه [٥] السماوات السبع، بما فيها من الكواكب السيارة والثوابت، والأرضين [٦] السبع وما فيها من جبال ورمال، وبحار وقفار، وما بين ذلك، ومرشدًا إلى الاستدلال على إعادة الأجساد بخلق هذه الأشياء العظيمة، كقوله تعالى: ﴿لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ﴾. وقال هاهنا: ﴿أَوَلَيسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ﴾؟، أي: مثل البشر، فيعيدهم كما بدأهم. قاله ابن جرير.
وقال الإمام أحمد (٥٧): حدثنا ابن نمير، حدثنا موسى بن المسيب، عن شهر، عن عبد الرحمن بن غنْم، عن أبي ذر ﵁؛ أن رسول الله ﷺ؛ قال: "إن
(٥٧) - المسند (٥/ ١٧٧)، وأخرجه في (٥/ ١٥٤) والترمذي في صفة القيامة، حديث (٢٤٩٥)، وابن ماجة في الزهد، باب: ذكر التوبة، حديث (٤٢٥٧) من طريق شهر بن حوشب به.