للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: المراد بذلك [سَرْح المرخ] [١] والعَفَار، ينبت في أرض الحجاز فيأتي من أراد قَدْح [نار] [٢] وليس معه زناد، فيأخذ منه عودين أخضرين، ويقدح [٣] أحدهما بالآخر، فتتولد النار من بينهما، كالزناد سواء. روي هذا عن ابن عباس . [وفي المثل] [٤]: "لكل شجر نار، واستمجد المَرْخُ والعَفَار". وقال الحكماء: في كل شجر نار إلا الغاب.

﴿أَوَلَيسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (٨١) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيءٍ وَإِلَيهِ تُرْجَعُونَ (٨٣)

يقول تعالى منبهًا على قدرته العظيمة في خلقه [٥] السماوات السبع، بما فيها من الكواكب السيارة والثوابت، والأرضين [٦] السبع وما فيها من جبال ورمال، وبحار وقفار، وما بين ذلك، ومرشدًا إلى الاستدلال على إعادة الأجساد بخلق هذه الأشياء العظيمة، كقوله تعالى: ﴿لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ﴾. وقال هاهنا: ﴿أَوَلَيسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ﴾؟، أي: مثل البشر، فيعيدهم كما بدأهم. قاله ابن جرير.

وهذه الآية كقوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ﴾. وقال: هاهنا ﴿بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (٨١) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾، أي: إنما يأمر بالشيء أمرًا واحدًا، لا يحتاج إلى تكرار:

إذَا مَا أرَادَ الله [٧] أمْرًا فَإنَّمَا … يَقُولُ لهُ "كُنْ" قَوْلة [٨] فَيَكُونُ

وقال الإمام أحمد (٥٧): حدثنا ابن نمير، حدثنا موسى بن المسيب، عن شهر، عن عبد الرحمن بن غنْم، عن أبي ذر ؛ أن رسول الله ؛ قال: "إن


(٥٧) - المسند (٥/ ١٧٧)، وأخرجه في (٥/ ١٥٤) والترمذي في صفة القيامة، حديث (٢٤٩٥)، وابن ماجة في الزهد، باب: ذكر التوبة، حديث (٤٢٥٧) من طريق شهر بن حوشب به.