للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن جرير (٢٦): هو من كلام الله تعالى، ومعناه: لمثل هذا النعيم وهذا الفوز فليعمل العاملون في الدنيا، ليصيروا إليه في الآخرة.

وقد ذكروا قصة رجلين كانا شريكين في بني إسرائيل، تدخل في ضمن عموم هذه الآية الكريمة.

قال أبو جعفر بن جرير (٢٧): حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، حدثنا عتاب ابن بشير، عن [١] خُصيف، عن فرات بن ثعلبة البهْرَاني [٢] في قوله: ﴿إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ﴾ قال: إن رجلين كانا شريكين، فاجتمع لهما ثمانية آلاف دينار، وكان أحدهما له حرفة، والآخر ليس له حرفة، فقال الذي له حرفة للآخر: ليس عندك حرفة، ما أراني إلا مفارقك ومقاسمك. فقاسمه وفارقه، ثم إن الرجل اشترى دارًا بألف دينار كانت لملك مات، فدعا صاحبه فأراه فقال: كيف ترى هذه الدار؟ ابتعتها بألف دينار؟ قال: ما أحسنها! فلما خرج قال: اللهم؛ إن صاحبي ابتاع هذه الدار بألف دينار، وإني أسألك دارًا من دور الجنة. فتصدق بألف دينار، ثم مكث ما شاء الله أن يمكث. ثم إنه تزوج بامرأة بألف دينار، فدعاه وصَنع له طعامًا، فلما أتاه قال: إني تزوجت امرأة بألف دينار. [قال: ما أحسن هذا! فلما انصرف قال: يارب، إن صاحبي تزوج امرأة بألف دينار] [٣]، وإني أسألك امرأة من الحور العين. فتصدق بألف دينار، ثم إنه مكث ما شاء الله أن يمكث. ثم اشترى بستانين [٤] بألفي دينار، ثم دعاه فأراه فقال: إني ابتعت هذين البستانين. فقال: ما أحسن هذا! فلما خرج قال: يارب؛ إن صاحبي قد اشترى بستانين بألفي دينار، وأنا أسألك بستانين في الجنة. فتصدق بألفي دينار، ثم إن الملَك أتاهما فتوفاهما، ثم انطلق بهذا المتصدق، فأدخله دارًا تعجبه، وإذا امرأة تَطَّلعُ يضيء ما تحتها من حسنها، ثم أدخله بستانين وشيئًا الله به عليم، فقال عند ذلك: ما أشبه هذا برجل كان من أمره كذا وكذا قال: فإنه ذاك ولك هذا المنزل


(٢٦) - التفسير (٢٣/ ٦٢).
(٢٧) - تفسير ابن جرير (٢٣/ ٥٩) وفي إسناده انقطاع بن خُصَيف وفرات، فقد ترجم ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٧/ ٧٩) لفرات فقال: ابن ثعلية البهراني شامي، روى عن النبي أدخله أبي في مسند الوحدان، وأدخله أبو زرعة في مسند الشاميين، ولم يذكر فيما هوى عن النبي لقيًا ولا سماعًا روى عن أبي عامر، روى عنه سليم بن عامر، وضمرة والمهاصر بن حبيب. وروى عبد الكريم الجزري وحضيف عنه مرسلًا. وانظر أيضًا التاريخ الكبير لأبي عبد الله البخاري (٧/ ١٢٨، ١٢٩) وهذا الخبر ذكره السيوطي في الدر المنثور (٥/ ٥١٩) وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور.