وقال ابن أبي حاتم (٢٩)﵀: حدَّثنا أبي، حدثنا عمرو بن مرزوق، حدَّثنا شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس ﵄: أن رسول الله ﷺ تلا هذه الآية، وقال [١]: "اتقوا الله حق تقاته، فلو أن قطرة من الزقوم قُطرَت في بحار الدنيا، لأفسدت على أهل الأرض معايشهم، فكيف بمن يكون طعامه؟ ".
ورواه التِّرمِذي والنَّسائي وابن ماجة، من حديث شعبة، وقال التِّرمِذي: حسن صحيح.
وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ﴾، قال ابن عبَّاس: يعني: شرب الحميم على الزقوم.
وقال في رواية عنه: ﴿لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ﴾ مزجًا من حميم.
و [٢] قال غيره: يعني: يمزج لهم الحميم بصديد وغساق مما يسيل من فروجهم وعيونهم.
(٢٩) - ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره أيضًا (٢ / رقم / ١٠٩٨ / دار طيبة) ثنا أَبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان، ثنا عثمان بن عمر، ثنا شعبة به. ورواه أحمد في المسند (١/ ٣٠٠، ٣٣٨) والتِّرمِذي في الجامع كتاب صفة جهنم (٢٥٨٥) والنسائي في: التفسير من الكبرى (٦/ ١١٠٧٠) وابن ماجة، كتاب الزهد (٤٣٢٥) والطبراني في المعجم الكبير (١١/ ١٠٦٨١) وفي المعجم الصغير (٢/ ٥١) وغيرهم من طرق عن شعبة به، وقال التِّرمِذي: حديث حسن صحيح ونقل السيوطي في الدر المنثور (٢/ ١٠٦) تصحيح أحمد له وصححه أَبو حاتم ابن حبان (١٦/ ٧٤٧٠ / إحسان) وأَبو الأشبال أحمد شاكر في حاشيته على السند (٤ / رقم ٢٧٣٥) والحاكم (٢/ ٢٩٤، ٤٥١) على شرط الشيخين ووافقه الذهبي مع أنهما لم يخرجا شيئًا من رواية الأعمَش عن مجاهد، عن ابن عبَّاس. وقال الطبراني: لم يروه عن الأعمَش إلَّا شعبة، وهو ثقة حافظ متقن؛ غير أن الأعمَش مدلس وقد عنعن، لكن صح عن شعبة أنَّه قال: كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمَش وأبي إسحاق، وقَتَادة. وقال الحافظ ابن حجر ﵀ في مراتب المدلسين [ص ١٠٤] وهذه قاعدة جيدة في أحاديث هؤلاء الثلاثة أنَّها إذا جاءت من طريق شعبة دلت على السماع ولو كانت معنعنة، غير أن أبا عبيدة الآجري روى عن أبي داود السجستاني قال: عند شعبة عن الأعمَش نحو من خمس مئة، وشعبة قد أخطأ على الأعمَش في أكثر من عشرة أحاديث … وكان شعبة يصحب الأعمَش وهو شاب - التهذيب، هذا مع قول أبي حاتم الرازي كما في العلل لابنه (٢ / رقم ٢١١٩): أن الأعمَش قليل السماع من مجاهد، وعامة ما يروي عن مجاهد مدلس يجعل في القلب شيئًا من تصحيح هذا الحديث، لا سيما وأن هذا الحديث قد رواه أحمد (١/ ٣٣٨) من طريق فضيل بن عياض، وابن أبي شيبة في المصنف (٨/ ٩٦) وأسد بن موسى في الزهد (رقم ٣٦) والبيهقي في البعث والنشور (رقم ٥٤٤) من طريق يحيى بن عيسى الرملي، كلاهما (فضيل ويحيى) عن الأعمَش عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عبَّاس به موقوفًا دون ذكر الآية. وأَبو يحيى هو القنات لين الحديث كما في التقريب - فمن المحتمل أن يكون هذا الوجه هو الصواب في هذا الخبر، وأن الأعمَش دلس في هذا الحديث، وشعبة سمعه منه تدليسه، فحدث به، فعُدَّ من أخطائه على الأعمش التي أشار لها أَبو داود. والعلم عند الله تعالى. وقد وجدت أبا عبد الرحمن الألباني وضع =