للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والسودان والبربر. ورُوي عن وَهْب بن منبه نحو هذا، والله أعلم.

وقوله: ﴿وَتَرَكْنَا عَلَيهِ فِي الْآخِرِينَ﴾ قال ابن عبَّاس: يذكر بخير وقال مجاهد: يعني لسان صدق للأنبياء كلهم.

وقال حمَّادة والسدى: [أبقى الله عليه الثناء الحسن في الآخرين.

قال الضحاك: السلام والثناء الحسن.

وقوله تعالى: ﴿سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالمِينَ﴾، مفسر لما] [١] أبقى عليه من الذكر الجميل والثناء الحسن: أنَّه يسلم عليه في جميع الطوائف والأمم.

﴿إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ أي: هكذا نجزي من أحسن من العباد في طاعة الله، نجعل له لسانَ صدق يذكر به بعده بحسب مرتبته في ذلك.

ثم قال: ﴿إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾ أي: المصدقين الموحدين الموقنين، ﴿ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ﴾ أي: أهلكناهم، فلم تبْقَ منهم عين تطرف، ولا ذكر لهم ولا عين ولا أثر، ولا يعرفون إلا بهذه الصفة القبيحة.

﴿وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (٨٣) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٤) إِذْ قَال لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (٨٥) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (٨٦) فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالمِينَ (٨٧)


= أنَّه توبع، تابعه معاوية بن صالح - وهو صدوق له أوهام عن يحيى به، رواه من هذا الوجه ابن سعد في "الطبقات" (١/ ٣٦) والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٤٦٣) هكذا من قول سعيد بن المسيب وأسنده بعض الضعفاء، كما في "كشف الأستار" (١ / رقم ٢١٨) وكذا "مختصر الزوائد" لابن حجر (١ / رقم ١٣٤)، ورواه ابن حبان في "المجروحين" (٣/ ١٠٧) وابن عدي في "الكامل" (٧/ ٢٧٢٥)، والدارقطني في "الأفراد" (؟؟). كما في حاشية "العلل" له (٧ / س ١٣٥٤) من طريق محمد بن - يزيد بن سنان به، وقال الدارقطني: "تفرد به محمد بن - يزيد بن سنان، عن أبيه، عنه" يحيى بن سعيد ومحمد بن يزيد ليس بالقوي، وأَبوه ضعيف. ورواه سيمان بن أرقم - وهو ضعيف أيضًا - عن الزُّهْريّ، عن سعيد بن المسيب به، استنكره من هذا الوجه ابن عدي في "الكامل" (٣/ ١١٠) لابن أرقم، وضعف ابن حجر في "الفتح" (١٣/ ١٠٧) سند حديث أبي هريرة بالكلية، فالخبر إذن صوابه أنَّه من قول سعيد بن المسيب وانظر "الدر المنثور" (/ ٥٢٤، ٥٢٥) وبالله التوفيق.