والسودان والبربر. ورُوي عن وَهْب بن منبه نحو هذا، والله أعلم.
وقوله: ﴿وَتَرَكْنَا عَلَيهِ فِي الْآخِرِينَ﴾ قال ابن عبَّاس: يذكر بخير وقال مجاهد: يعني لسان صدق للأنبياء كلهم.
وقال حمَّادة والسدى:[أبقى الله عليه الثناء الحسن في الآخرين.
قال الضحاك: السلام والثناء الحسن.
وقوله تعالى: ﴿سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالمِينَ﴾، مفسر لما] [١] أبقى عليه من الذكر الجميل والثناء الحسن: أنَّه يسلم عليه في جميع الطوائف والأمم.
﴿إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ أي: هكذا نجزي من أحسن من العباد في طاعة الله، نجعل له لسانَ صدق يذكر به بعده بحسب مرتبته في ذلك.
ثم قال: ﴿إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾ أي: المصدقين الموحدين الموقنين، ﴿ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ﴾ أي: أهلكناهم، فلم تبْقَ منهم عين تطرف، ولا ذكر لهم ولا عين ولا أثر، ولا يعرفون إلا بهذه الصفة القبيحة.
= أنَّه توبع، تابعه معاوية بن صالح - وهو صدوق له أوهام عن يحيى به، رواه من هذا الوجه ابن سعد في "الطبقات" (١/ ٣٦) والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٤٦٣) هكذا من قول سعيد بن المسيب وأسنده بعض الضعفاء، كما في "كشف الأستار" (١ / رقم ٢١٨) وكذا "مختصر الزوائد" لابن حجر ﵀ (١ / رقم ١٣٤)، ورواه ابن حبان في "المجروحين" (٣/ ١٠٧) وابن عدي في "الكامل" (٧/ ٢٧٢٥)، والدارقطني في "الأفراد" (؟؟). كما في حاشية "العلل" له (٧ / س ١٣٥٤) من طريق محمد بن - يزيد بن سنان به، وقال الدارقطني: "تفرد به محمد بن - يزيد بن سنان، عن أبيه، عنه" يحيى بن سعيد ومحمد بن يزيد ليس بالقوي، وأَبوه ضعيف. ورواه سيمان بن أرقم - وهو ضعيف أيضًا - عن الزُّهْريّ، عن سعيد بن المسيب به، استنكره من هذا الوجه ابن عدي في "الكامل" (٣/ ١١٠) لابن أرقم، وضعف ابن حجر ﵀ في "الفتح" (١٣/ ١٠٧) سند حديث أبي هريرة بالكلية، فالخبر إذن صوابه أنَّه من قول سعيد بن المسيب وانظر "الدر المنثور" (/ ٥٢٤، ٥٢٥) وبالله التوفيق.