للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبَّاس قال: قال رسول الله : "رؤيا الأنبياء في المنام وحي". ليس هو في شيء من الكتب الستة من هذا الوجه.

وإنَّما أعلم ابنه بذلك ليكون أهون عليه، وليختبر صبره وجلده وعزمه من صغره على طاعة الله وطاعة أبيه ﴿قَال يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ﴾ أي: امض لما أمرك الله من ذبحي، ﴿سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ أي: سأصبر وأحتسب ذلك عند الله ﷿. وصدق صلوات الله وسلامه عليه فيما وعد؛ ولهذا قال الله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (٥٤) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا﴾.

قال الله تعالى: ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ أي: فلما تشهدا وذكرا الله تعالى؛ إبراهيم على الذبح والولد على شهادة الموت، وقيل ﴿أَسْلَمَا﴾ استسلما وانقادا؛ إبراهيم امتثل أمْرَ الله، وإسماعيل طاعة الله وأبيه. قاله مجاهد، وعكرمة، والسدي، وقَتَادة، وابن إسحاق، وغيرهم.

ومعنى: ﴿وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ أي: صرعه على وجههه ليذبحه من قفاه ولا يشاهد وجهه عند ذبحه ليكون أهون عليه.

قال ابن عبَّاس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، والضحاك، وقتادة: ﴿وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾: أكبه على وجهه.

وقال الإِمام أحمد (٤٧): حدَّثنا سُرَيج [١] ويونس قالا: حدَّثنا حمَّاد بن سلمة، عن أبي عاصم الغَنَوَيّ، عن أبي الطفيل، عن ابن عبَّاس أنَّه قال: لما أمر إبراهيم بالمناسك عَرَض له الشيطان عند المسعى، فسابقه فسبقه إبراهيم، ثم ذهب به جبريل إلى جمرة العقبة، فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات حتَّى ذهب، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات، و [٢] ثُمَّ تَلَّه للجبين، وعلى إسماعيل قميص أبيض، فقال له: يا أبت؛ إنه [٣] ليس


= (٧/ ١٧٩) بشيخ الطبراني وهو متابع والخبر زاد نسبته السيوطي في "الدر المنثور" (٤/ ٦) إلى ابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه، وعزاه الحافظ في "المطالب العالية" إلى أحمد بن منيع. وانظر ما قبله.
(٤٧) - " المسند" (١/ ٢٩٧، ٢٩٨) (رقم ٢٧٠٧ / شاكر) ورواه أبو داود، كتاب: المناسك (١٨٨٥) - ومن طريقه رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (٥/ ١٥٤، ١٥٥) وابن جرير (٢٣/ ٨٠) والطبراني في "المعجم الكبير" (١٠/ ١٠٦٢٨) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (٣٤/ ١٠٤٩ / ترجمة أبي عاصم الغنوي) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٢/ ١٧٩) والبيهقي في "الكبرى" و "الشعب" (٣/ ٤٠٧٧) وفي "دلائل النبوة" (٤/ ٣٢٦، ٣٢٧) من طرق عن حمَّاد بن سلمة به مطولًا وذكره الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٢٦٢): "رواه أحمد والطبراني في "الكبير" ورجاله ثقات" وقال في (٨/ ٢٠٤): "رواه أحمد ورجاله =