للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لي ثوب تكفنني فيه غيره، فاخلعه حتَّى تكفِّنَني [١] فيه، فعالجه ليخلعه، فنُوديَ من خلفه: ﴿أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (١٠٤) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا﴾، فالتفت إبراهيم فإذا بكبش أبيض أقرن أعين، قال ابن عبَّاس: لقد رأيتنا نبيع ذلك الضرب [٢] من الكباش.

وذكر تمام الحديث في "المناسك" بطوله. ثم رواه أحمد (٤٨) بطوله عن يونس، عن حمَّاد بن سلمة، عن عطاء بن [٣] السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس، فذكر نحوه إلَّا أنَّه قال [٤]: "إسحاق". فعن ابن عبَّاس في تسمية الذبيح روايتان، والأظهر عنه إسماعيل لما سيأتي بيانه.

وقال محمد بن إسحاق (٤٩): عن الحسن بن دينار، عن قتادة، عن جعفر بن إياس، عن ابن عبَّاس في قوله: ﴿وَفَدَينَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ قال: خرج عليه كبش من الجنَّة قد رعى قبل ذلك أربعين خريفًا، فأرسل إبراهيم ابنه واتبع الكبش، فأخرجه إلى الجمرة الأولى، فرماه بسبع حصيات فأفلَتَه عندها، فجاء الجمرة الوسطى فأخرجه عندها، فرماه بسبع حصيات ثم أفلته، [فأدركه عند] [٥] الجمرة الكبرى، فرماه بسبع حصيات فأخرجه عندها. ثم أخذه، فأتى به المنحر من منى فذبحه، فوالذي نفسُ ابن عبَّاس بيده لقد كان أولَ الإِسلام، وإن رأس الكبش لمعلق بقرنيه في ميزاب الكعبة قد حَشَّ [٦] يعني: يبس.


= رجال الصحيح غير أبي عاصم الغنوي وهو ثقة غير أن أبا حاتم قال: "لا أعلم روى عنه غير حمَّاد بن سلمة، ولا أعرفه، ولا أعرف اسمه" لكن وثقه ابن معين، ومع هذا قصَّر ابن حجر في "التقريب" فوسمه بأنه: "مقبول"!! وأصل الحديث عند مسلم كتاب: الحج (٢٣٧) (١٢٦٤) من طريق الجريري عن أبي الطفيل به بجزء من الحديث المطول والمشار إليه، وانظر ما بعده.
(٤٨) - رواه أحمد في "المسند" (١/ ٣٠٦، ٣٠٧) (٢٧٩٥ / شاكر) ورواه الطبراني (١١/ ١٢٢٩٢) من طريق سريج بن النعمان، ثنا حمَّاد بن سلمة به. وابن خزيمة في صحيحه (٤/ ٢٩٦٧). والطبراني (١١/ ١٢٢٩١) - وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (٥/ ١٥٣) - من طريق أبي حمزة والطبراني (١١/ ١٢٢٩٣) من طريق شعيب بن صفوان: كلاهما (أَبو حمزة وشعيب) عن عطاء بن السائب به. وقال البيهقي: "تفرد به هكذا عطاء بن السائب" هو مختلط وبه أعل الخبر الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٢٦٢، ٢٦٣)، (٨/ ٢٠٤) غير أن حمَّاد بن سلمة روى عنه قبل الاختلاط كما قال ابن معين وأَبو داود وغيرهما ثم إنه قد صح من طرق أخرى عن ابن عبَّاس أنَّه كان هي أن الذبيح هو "إسحاق" فعنه روايتان في ذلك، وهذا ينفي شبهة اختلاط عطاء هنا.
(٤٩) - ومن طريق ابن إسحاق رواه ابن جرير في تفسيره (٢٣/ ٨٧) والحسن بن دينار كذبه أَبو حاتم وأَبو خثيمة وتركه وكيع وأحمد بن حنبل، وقال ابن عدي، أجمع من تكلم في الرجال على ضعفه - انظر ترجمته في "اللسان" لابن حجر ثم إن فيه انقطاعًا بن جعفر بن إياس وابن عباس.