للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال عبد الرزاق (٥٠): أخبرنا معمر، عن الزُّهْريّ، أخبرنا القاسم قال: اجتمع أبو هريرة وكعب، فجعل أبو هريرة يحدث عن النبي ، وجعل كعب يحدث عن الكُتُب، فقال أبر هروة: قال النبي : "إن لكل نبي دعوة مستجابة، وإني قد خَبأتُ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة". فقال له كعب: أنت سمعتَ هذا من رسول الله ؟ قال: نعم. قال: فداك أبي وأمي -أو: فداه أبي وأمي - أفلا أخبرك عن إبراهيم ؟ إنه لما أري ذَبْح ابنه إسحاق قال الشيطان: إن لم أفتن هؤلاء عند هذه لم أفتنهم أبدًا. فخرج إبراهيم بابنه ليذبحه، فذهب الشيطان فدخل على سارة، فقال: أين ذهب إبراهيم بابنك؟ قالت: غدا به لبعض حاجته. قال: لم يغد به لحاجة، وإنَّما ذهب به ليذبحه. قالت: وَلِمَ يذبحه؟ قال: زعم أن ربه أمره بذلك. قالت: فقد أحسن أن يطيع ربه. فذهب الشيطان في أثرهما فقال للغلام: أين يذهب بك أبوك؟ قال: لبعض حاجته. قال: إنه لا يذهب بك لحاجة، ولكنه يذهب بك ليذبحك. قال: ولم يذبحني؟ قال: زعم أن ربه أمره بذلك. قال: فوالله لئن كان الله أمره بذلك ليفعلن. قال: فيئس منه فلحق بإبراهيم، فقال [١]: أين غدوت بابنك [٢]؟ قال: لحاجة. قال: فإنك لم تغد به لحاجة، وإنَّما غدوت به لتذبحه. قال: وَلم أذبَحه؟ قال: تزعم أن ربك أمرك بذلك. قال: فوالله لئن كان الله أمرني بذلك لأفعلن. قال: فتركه ويئس أن يطاع.

وقد رواه ابن جرير (٥١) عن يونس، عن ابن وَهْب، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، أن [٣] عمرو بن أبي سفيان بن [٤] أسيد بن جَارية [٥] الثقفي أخبره، أن كعبًا قال لأبي


(٥٠) - تفسير عبد الرزاق (٣/ ١٥٠، ١٥١) وإسناده صحيح والقاسم هو ابن محمد بن أبي بكر، وقد رواه أحمد في "المسند" (٢/ ٢٧٥) ثنا عبد الرزاق به مقتصرًا على المرفوع منه وكذا رواه من طريق عبد الرزاق مختصرًا ابن منده في "الإيمان" (٢ / رقم ٩٠٠) وقال: "رواه عبد الله بن المبارك ومحمد بن ثور وغيرهما عن معمر نحوه". وانظر ما بعده.
(٥١) - تفسير ابن جرير (٢٣/ ٨٢، ٨٣) ورواه مسلم، كتاب: الإيمان (٣٣٧) (١٩٨) وابن منده في كتاب "الإيمان" (٢/ ١٩٩) من طريق حرملة بن يحيى والحاكم (٢/ ٥٥٨) من طريق محمد بن عبد الله بن الحكم كلاهما (حرملة ومحمد) ثنا عبد الله بن وَهْب به - رواية الحاكم مطولة كما بينا ورواه ابن منده أيضًا (٢/ ٨٩٧، ٨٩٨) والقضاعي في "مسند الشهاب" (٢/ ١٠٤٠) من طرق عن يونس بن يزيد به. ورواه مسلم (٣٣٦) والدارمي (٢٨٠٩) وابن منده (٨٩٦) من طريقين عن ابن شهاب الزُّهْريّ به. وقد رواه البخاري، كتاب: الدعوات (٦٣٠٤) ومسلم (١٩٨) وغيرهما من طرق عن أبي هريرة كلهم بالقسم المرفوع منه فحسب.