للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مرفوعًا: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تَعَرَّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يضروك، ولو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم ينفعوك. جفَّت الصحف، ورُفعت الأقلام، واعمل لله بالشكر في اليقين. واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرًا كثيرًا. وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا" (٢٠).

﴿قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيهِ﴾ أي: الله كافيَّ، عليه توكلت وعليه يتوكل المتوكلون. كما قال هود حين قال له قومه: ﴿إِنْ نَقُولُ إلا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَال إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (٥٤) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (٥٥) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن عصام الأنصاري، حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، حدثنا محمد بن حاتم، عن أبي المقدام -مولى آل عثمان- عن محمد بن كعب القرظي، حدثنا ابن عباس، رفع الحديث إلى رسول الله قال: "من أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله. ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق بما في يديه. ومن أحب أن يكون أكرم الناس، فليتق الله" (٢١).

وقوله: ﴿قُلْ يَاقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ﴾ أي: على طريقتكم. وهذا تهديد ووعيد، ﴿إِنِّي عَامِلٌ﴾ أي: على طريقتي ومنهجي، ﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ أي: ستعلمون غِبَّ ذلك وَوَباله ﴿مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ﴾ أي: في الدنيا، ﴿وَيَحِلُّ عَلَيهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ﴾ أي: دائم مستمر، لا محيد له عنه. وذلك يوم القيامة.

﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيهِمْ بِوَكِيلٍ (٤١) اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾


(٢٠) - أخرجه أحمد (١/ ٢٩٣، ٣٠٣)، والترمذي في صفة القيامة، حديث (٢٥١٦) من حديث قيس بن الحجاج به دون قوله: "واعمل لله بالشكر في اليقين … الخ".
(٢١) - أخرجه عبد بن حميد في مسنده (٦٧٥ - منتخب) عن محمد بن كثير، عن هشام بن زياد أبي المقدام به.