للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عبد الرحمن، حدَّثنا أبو عبد الله مسلمة الرَّازي، عن أبي عمرو البَجَلي، عن عبد الملك بن سفيان الثَّقفيُّ، عن أبي جعفر محمَّد بن علي، عن محمَّد بن الحنفية، عن أبيه علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله : "إن الله يحب العبد المُفتَّن التواب". لم يخرجوه من هذا الوجه.

وقال ابن أبي حاتم: حدَّثنا أبي، حدَّثنا موسى بن إسماعيل، حدَّثنا حماد، أخبرنا ثابت، وحميد، عن عبد الله بن عبيد بن عمير؛ قال: أن إبليس -عليه لعائن الله- قال: يارب؛ إنك أخرجتني من الجنَّة من أجل آدم، و [١] إني لا أستطيعه إلَّا بسلطانك. قال: فأنت [٢] مسلط. قال: يا رب؛ زدني. قال: لا يولد له ولد إلا ولد لك مثله. قال: يارب؛ زدني. قال: أجعل [٣] صدورهم مساكن لكم، وتجرون منهم مجرى الدم. قال: يارب؛ زدني. قال: أجلب عليهم بخيلك ورجلك، وشاركهم في الأموال والأولاد، وعدْهم وما يعدهم الشَّيطان إلَّا غرورًا. فقال آدم: يارب؛ قد سلطته عليّ، وإني لا أمتنع به [٤] إلَّا بك. قال: لا يولد لك ولد إلَّا وَكلت به من يحفظه من قرناء السوء. قال: يارب؛ زدني. قال: الحسنة عشر أو أزيد، والسيئة واحدة أو أمحوها. قال: يارب؛ زدني. قال: باب التوبة مفتوح ما كان الروح في الجسد. قال: يارب، زدني. قال: ﴿يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾.

وقال محمَّد بن إسحاق: قال نافع؛ عن عبد الله بن عمر، عن عمر في حديثه؛ قال: وكنا نقول: ما الله بقابل ممن افتتن صَرفًا ولا عدلًا ولا توبة، عرفوا الله ثم رجعوا إلى الكفر لبلاء أصابهم. قال: وكانوا يقولون ذلك لأنفسهم. قال: فلما قدم رسول الله المدينة [٥]، أنزل الله فيهم وفي قولنا وقولهم لأنفسهم: ﴿يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾. قال عمر : فكتبتها بيدي في صحيفة، [وبعثت بها] [٦] إلى هشام بن العاص؛ قال: فقال هشام: لما أتتني جعلت أقرؤها [٧] بذي طُوّي أصعِّد بها فيه وأصوت ولا أفهمها، حتَّى قلت: اللَّهم أفهمنيها. قال: فألقى الله في قلبي أنَّها إنما أنزلت فينا، وفيما كُنَّا نقول في أنفسنا، ويقال فينا. قال: فرجعت إلى بعيري فجلست عليه، فلحقت برسول الله صلى الله


[١]- سقط من: ز.
[٢]- في ز: "فإنك".
[٣]- سقط من: ز.
[٤]- سقط من: ت.
[٥]- سقط من: خ.
[٦]- في ز: "وبعثها".
[٧]- سقط من: خ، ز.