للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليلى، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله : "لا تسبوا الليل ولا النهار، ولا الشمس ولا القمر، ولا الرياح فإنها تُرسَل رحمةً لقوم، وعذابًا لقوم".

وقوله: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ﴾ أي: على قدرته على إعادة الموتى ﴿أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً﴾ أي: هامدة لا نبات فيها، بل هي ميتة، ﴿فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ﴾، أي: أخرجت من جميل [١] ألوان الزروع والثمار، ﴿إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.

﴿إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَينَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤٠) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (٤١) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَينِ يَدَيهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (٤٢) مَا يُقَالُ لَكَ إلا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (٤٣)

قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا﴾ قال ابن عباس: الإلحاد وضع الكلام على غير مواضعه. وقال قتادة: وغيره هو الكفر والعناد.

وقوله: ﴿لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا﴾ [٢]: فيه تهديد شديد، ووعيد أكيد، أي: إنه تعالى عالم بمن يلحد في آياته وأسمائه وصفاته، وسيجزيه على ذلك بالعقوبة والنكال، ولهذا قال: ﴿أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ أي: أيستوي هذا وهذا؟ لا يستويان.

[ثم قال ﷿ تهديدًا للكفرة: ﴿اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ﴾ قال مجاهد، والضحاك، وعطاء الخراساني: ﴿اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ﴾: وعيد. أي: من خير أو شر، إنه عالم بكم وبصير بأعمالكم. ولهذا قال: ﴿إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [٣].

ثم قال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ﴾، قال الضحاك، والسدي، وقتادة:


= وتمام في فوائده (١١٣٦ - الروض) من طرق عن سعيد بن بشير. كلاهما - سعيد بن بشير وابن أبي ليلى - عن أبي الزبير عن جابر به مرفوعًا. قال الهيثمي في المجمع ٨/ ٧: رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعيد بن بشير وثقه جماعة وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات. ورواه أبو يعلى بإسنادٍ ضعيف ا هـ.