للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ثمامة بن أثال [١] لرسول الله حين قال له: "ما [٢] عندك [٣] يا ثمامة؟ " فقال: إِن تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذا دَمٍ، وإِن تمنن تمنن على شاكر، وإن كنت تريد المال فَسَلْ [٤] تعطَ منه ما شئت (٣).

وزاد الشافعي فقال: الإِمام مخير بين قتله أو المنّ عليه أو مفاداته أو استرقاقه أيضًا. وهذه المسألة مُحَرّرة في علم الفروع، وقد دللنا على ذلك في كتابنا "الأحكام"، ولله الحمد والمنة.

وقوله: ﴿حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا﴾ قال مجاهد: حتى ينزل عيسى ابن مريم. وكأنه أخذه من قوله : "لا تزال [طائفة من] [٥] أمتي ظاهرين على الحق حتى يقاتل آخرهم الدجال" (٤).

وقال الإِمام أحمد (٥): حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن إبراهيم


= عبد الدار، وقتل طعيم بن عدي من بني نوفل، وقتل عقبة بن أبي معيط، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ٩٣)، وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن حماد بن نمير ولم أعرفه، وقية رجاله ثقات. وروى البزار كما في كشف الأستار (١٧٨١)، قال رسول الله : لأقتلن اليوم رجلًا من قريش صبرًا قال: فنادى عقبة بن أبي ميعط بأعلى صوته: يا معشر قريش؛ ما لي أقتل من بينكم صبرًا؟ قال: فقال رسول الله : "بكفرك بالله وافترائك على رسول الله . وقال الهيثمي (٦/ ٩٢): فيه يحيى بن سلمة بن كهيل، وهو ضعيف ووثقه ابن حبان.
ويحيى بن سلمة بن كهيل شيعي متروك كما في "التقريب" لابن حجر ولكن ذكر الهيثمي في "المجمع" عن ابن عباس قال: نادى رسول الله أسارى بدر وكان فداء كل رجل منهم أربعة آلاف وقتل عقبة بن أبي معيط قبل الفداء قام إليه علي بن أبي طالب فقتله صبرًا قال: من للصبية يا رسول الله قال: النار. وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح.
(٣) - حديث ثمامة رواه البخاري في "صحيحه" في كتاب المغازي، باب: وفد بني حذيفة، الحديث (٤٣٧٢) ومسلم في "صحيحه" كتاب الجهاد والسير، باب ربط الأسير وحبسه وجواز المن عليه حديث (١٧٦٤) من حديث سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة.
وقد اختصره البخاري في مواضع من صحيحه انظر رقم (٤٦٢، ٤٦٩، ٢٤٢٢، ٢٤٢٣).
(٤) - تقدم في تفسير سورة البقرة الآية (١٢٠)، وانظر أيضًا تفسير سورة النور الآية (٥٥).
(٥) - المسند (٤/ ١٠٤)، ورواه البخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٧٠)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢٤٦٠)، والطبراني في الكبير (٦٣٥٨)، والبزار كما في كشف الأستار (١٦٨٩) والفسوي في تاريخه =