يقول تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا﴾ يعني المشركين بالله المكذبين لرسوله ﴿فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيهِمْ﴾ أي: عاقبهم بتكذيبهم وكفرهم، أي: ونجى المؤمنين من بين أظهرهم؛ ولهذا قال: ﴿وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا﴾. ثم قال: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ﴾ ولهذا قال أبو سفيان صخر بن حرب رئيس المشركين يوم أحُدٍ حين - سأل عن النبي ﷺ، وعن أبي بكر وعمر فلم يُجَبْ، وقال: أما هؤلاء فقد هلكوا. وأجابه عمر بن الخطاب فقال: كذبت يا عدو الله، بل أبقى الله لك ما يسوءك، وإن الذين [٢] عَدَدت لأحياءٌ. فقال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، والحرب سجال، أما إنكم ستجدون مُثْلَةً لم آمر بها ولم تسؤني، ثم ذهب يرتجز ويقول: * اعل هُبَل، اعل هُبَل * فقال رسول الله ﷺ:"ألا تجيبوه؟ " قالوا: يا رسول الله؟ وما نقول؟ قال:"قولوا: الله أعلى وأجل". ثم قال أبو سفيان: لنا العُزّى، ولا عُزى لكم. فقال:"ألا تجيبوه؟ " قالوا: وما نقول يا رسول الله؟ قال:"قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم"(١٤).
(١٤) - رواه أحمد (٤/ ٢٩٣)، ورواه البخاري في "صحيحه" في المغازي، باب: غزوة أحد … حديث (٤٠٤٣) من حديث البراء بن عازب ورواه أيضًا أحمد في مسنده (٤/ ٢٩٣) والنسائي في "الكبرى" كتاب التفسير، باب: قوله تعالى: ﴿وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ﴾ حديث (١١٠٧٩) من حديث البراء أيضًا.