للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال مسدد، عن ابن أبي عدي، عن عوف، عن الحسن البصري، قال: بلغني أن رسول الله قال: "قاتل الله أقواما أقسم لهم ربهم ثم لم يصدقوا".

ورواه ابن جرير عن بندار عن ابن أبي عدي [١] عن عوف عن الحسن فذكره مرسلًا (١٦).

﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (٢٤) إِذْ دَخَلُوا عَلَيهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَال سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (٢٥) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (٢٦) فَقَرَّبَهُ إِلَيهِمْ قَال أَلَا تَأْكُلُونَ (٢٧) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (٢٨) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (٢٩) قَالُوا كَذَلِكِ قَال رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (٣٠)

هذه القصة قد تقدمت في سورة "هود" والحجر أيضًا. وقوله: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ﴾ أي: الذين أرصد لهم الكرامة. وقد ذهب الإمام أحمد وطائفة من العلماء إلى وجوب الضيافة للنزيل، وقد وردت السنة بذلك كما هو ظاهر التنزل.

وقوله: ﴿قَالُوا سَلَامًا قَال سَلَامٌ﴾، الرفع أقوى وأثبت من النصب، فرَدُّه أفضل من التسليم، ولهذا قال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ فالخليل اختار الأفضل.

وقوله: ﴿قَوْمٌ مُنْكَرُونَ﴾، وذلك أن الملائكة وهم: جبريل وإسرافيل وميكائيل قدموا عليه في صُور شباب حسان، عليهم مهابة عطيمة، ولهذا قال: ﴿قَوْمٌ مُنْكَرُونَ﴾.

وقوله: ﴿فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ﴾ أي: انسل خفية في سرعة، ﴿فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ﴾ أي: من خيار ماله. وفي الآية الأخرى ﴿فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ﴾ أبي: مشويّ على الرَّضْف، ﴿فَقَرَّبَهُ إِلَيهِمْ﴾ أي: أدناه منهم، ﴿قَال أَلَا تَأْكُلُونَ﴾؟: تلطّفٌ [٢] في العبارة وعَرْضٌ حسن.


(١٦) - تفسير الطبري (٢٦/ ٢٠٦).
والحديث ذكره السيوطي في الدر (٦/ ١٣٨) وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم.