للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحور العين.

وقال مجاهد: ﴿وَزَوَّجْنَاهُمْ﴾ أنكحناهم بحور عين. وقد تقدم [] [١] وصفهن في غير موضع بما أغنى عن إعادته.

﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (٢١) وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢٢) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (٢٣) وَيَطُوفُ عَلَيهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (٢٤) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (٢٥) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (٢٦) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَينَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (٢٧) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (٢٨)

يخبر تعالى عن فضله وكرمه، وامتنانه ولطفه بخلقه وإحسانه، أن المؤمنين إذا اتبعتهم ذرياتهم في الإِيمان يُلحقهم بآبائهم [٢] في المنزلة وإن لم يبلغوا عملَهم، لتقرّ أعين الآباء بالأبناء عندهم في منازلهم، فيجمع بينهم على أحسن الوجوه، بأن يرفع الناقص العمل بكامل العمل، ولا ينقص ذاك من عمله ومنزلته، للتساوي بينه وبين ذاك، ولهذا قال: ﴿[أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ] [٣] وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيءٍ﴾ قال الثوري، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أن اللَّه ليرفع ذرية المؤمن في درجته، وإن كانوا دونه في العمل، لتقَرّ بهم [٤] عينه. ثم قرأ: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيءٍ﴾ رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من حديث سفيان الثوري له (١٣). وكذا رواه ابن جرير من حديث شعبة، عن عمرو بن مُرّة به (١٤). ورواه البزار، عن سهل [٥] بن بحر، عن الحسن بن حماد الوراق، عن قيس بن


(١٣) - أخرجه الطبري (٢٧/ ٢٤). وفي إسناده مؤمل وهو ابن إسماعيل البصري قال عنه الحافظ: صدوق سيئ الحفظ. وبقية رجاله ثقات.
(١٤) - أخرجه الطبري (٢٧/ ٢٤).