للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: ﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾، أي: اصبر على أذاهم ولا تُبَالهم، فإنك بمرأى منا وتحت كَلاءتنا، والله يعصمك من الناس.

وقوله: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ﴾ قال الضحاك: أي إلى الصلاة: سبحانك اللَّهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك. فقد روى مثله عن الربيع بن أنس وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهما.

وروى مسلم في صحيحه، عن عمر أنه كان يقول هذا في ابتداء الصلاة (٢٧). ورواه أحمد وأهل السنن، عن أبي سعيد وغيره، عن النبي أنه كان يقول ذلك (٢٨).

وقال أبو الجوزاء: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ﴾ أي: من نومك من فراشك. واختاره ابن جرير. ويتأيد هذا القولُ بما رواه الإِمام أحمد:

حدثنا الوليد بن [١] مسلم؛ حدثنا الأوزاعي، حدثني عمير [٢] بن هانئ، حدثني جنادة بن أبي أمية، حدثنا عبادة بن الصامت؛ أن [٣] رسول الله، ؛ قال: "من تَعَارّ من الليل فقال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: رَب اغفر لي -أو قال-: ثم دعا استُجيب له، فإن عزم فتوضأ [٤] ثم صلى تُقبِّلت صلاته" (٢٩). وأخرجه البخاري في صحيحه وأهل السنن


(٢٧) - أخرجه مسلم في كتاب: الصلاة، باب: حجة من قال: لا يجهر بالبسملة، حديث (٥٢/ ٣٩٩) (٤/ ١٤٦).
(٢٨) - أخرجه أحمد (٣/ ٥٠) (١١٤٨٩) وأبو داود في كتاب: الصلاة، باب: من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك، حديث (٧٧٥) (١/ ٢٠٦). والترمذي في كتاب: الصلاة، باب: ما يقول عند افتتاح الصلاة، حديث (٢٤٢) (١/ ٣٢٤). والنسائي في كتاب: الافتتاح، باب: نوع آخر من الذكر بين افتتاح الصلاة وبين القراءة. وابن ماجة في كتاب: الإقامة، باب: افتتاح الصلاة، حديث (٨٠٤) (١/ ٢٦٤). كلهم من طريق جعفر بن سليمان الضبعي، حدثني علي بن علي الرفاعي عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد فذكره. قال أبو داود: وهذا الحديث يقولون هو عن علي بن علي عن الحسن مرسلًا. الوهم من جعفر. ا هـ. قال الترمذي: وقد تكلم في إسناد حديث أبي سعيد، كان يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي الرفاعي. وقال أحمد: لا يصح هذا الحديث.
(٢٩) - أخرجه أحمد (٥/ ٣١٣) (٢٢٧٧٦) ورجاله كلهم ثقات، والوليد بن مسلم قد صرح بالتحديث في كل الإسناد.