للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما ذكر، أخف مما وقع من إبليس لعنه الله تعالى!

[وقد حكاه القرطبي، عن علي، وابن مسعود، وابن عباس، وابن عمر، وكعب الأحبار، والسدي، والكلبي] [١].

(ذكر الحديث الوارد في ذلك إن صح سنده ورفعه وبيان الكلام عليه)

قال الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى- في مسنده (٥٩٦): حدثنا يحيى بن أبي بكير [٢]، حدثنا زهير بن محمد، عن موسى بن جبير، عن نافع، عن عبد الله بن عمر أنه سمع نبي الله يقول: "إن آدم لما أهبطه الله إلى الأرض، قالت الملائكة: أي رب، ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَال إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾. قالوا: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم، قال الله تعالى للملائكة: هلموا ملكين من الملائكة حتى نهبطهما إلى الأرض [فننظر كيف يعملان. قالوا: ربنا هاروت وماروت. فأهبطا إلى الأرض] [٣] ومثلت لهما الزهرة، امرأة من أحسن البشر، فجاءتهما، فسألاها نفسها، ففالت: لا والله حتى تتكلما [٤] بهذه الكلمة من الإشراك، فقالا: والله لا نشرك بالله شيئًا أبدًا. فذهبت عنهما، ثم رجعت بصبي تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى تقتلا هذا الصبي. فقالا: لا [٥]، والله لا نقتله أبدًا، فذهبت ثم [٦] رجعت [٧] بقدح خمر تحمله، فسألاها نفسها. فقالت: لا، والله حتى تشربا هذا الخمر، فشربا فسكرا فوقعا عليها، وقتلا الصبي، فلما أفاقا قالت المرأة: والله ما تركتما شيئًا أبيتماه عليّ إلا قد فعلتماه حين سكرتما. فخُيرا بين عذاب الدنيا، وعذاب الآخرة، فاختارا عذاب الدنيا، وهكذا رواه أبو حاتم [] [٨] ابن حبان في صحيحه عن الحسن بن سفيان، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يحيى بن أبي بُكير، به.

وهذا حديث غريب من هذا الوجه، ورجاله كلهم ثقات من رجال الصحيحين، إلا موسى بن جبير هذا، وهو الأنصاري السلمي مولاهم المديني الحذاء، روى عن ابن عباس، وأبي أمامة بن سهل بن حنيف، ونافع، وعبد الله بن كعب [٩] بن مالك، رَوَى عنه ابنه عبد السلام، وبكر


(٥٩٦) - ضعيف، والحديث في المسند ٦١٧٨ - (٢/ ١٣٤)، وابن حبان برقم (١٧١٧) "موارد" وقال أبو حاتم في العلل (٢/ ٦٩): "هذا حديث منكر".