للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كَثِيرَةً ﴿وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيم﴾ أي: جزاءٌ جميلٌ، ورزق باهرٌ -وهو الجنة- يوم القيامة.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مسعود قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ﴾. قال أبو الدحداح الأنصاري: يا رسول الله؛ وإن الله ليريد منا القرض؟ قال: "نعم، أبا الدحداح". قال: أرني يدك يا رسول الله. قال: فناوله يده، قال: فإني قد أقرضت ربي حائطي -وله حائط فيه ستمائة نخلة، وأم الدحداح فيه وعيالها قال: فجاء أبو الدحداح فناداها: يا أم الدحداح. قالت: لبيك. فقال: اخرجي، فقد أقرضته ربي ﷿ وفي رواية أنها قالت له: ربح بيعك يا أبا الدحداح. ونقلت منه متاعها وصبيانها، وأن رسول الله قال: "كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح". وفي لفظ: "رب نخلة مدلاة، عروقها در وياقوت، لأبي الدحداح في الجنة" (٣٠).

﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَينَ أَيدِيهِمْ وَبِأَيمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَينَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (١٣) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (١٤) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ


(٣٠) - أخرجه البزار (٥/ ٤٠٢) (٢٠٣٣) وفي إسناده حميد الأعرج وهو ضعيف. وخلف بن خليفة: صدوق اختلط في الآخر. قال الهيثمي في "المجمع" (٩/ ٣٢٧): رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما ثقات، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح. ولبعض لفظه شاهد في صحيح ابن حبان (١٦/ ١١٣ - ١١٤) حديث (٧١٥٩) من حديث أنس أن رجلًا أبي النبي فقال: يا رسول الله، إن لفلان نخلة وأنا أقيم حائطي بها، فمره يعطني بها حائطي، فقال رسول الله : "أعطه إياها بنخلة في الجنة" فأبي فأتاه أبو الدحداح، فقال: يعني نخلتك بحائطي، ففعل فأتي أبو الدحداح النبي فقال: يا رسول الله إني ابتعت النخلة بحائطي فاجعله له، فقال النبي : "كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة، مرارًا، فأتي أبو الدحداح امرأته فقالت: ربح السعر.