قال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مسعود قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ﴾. قال أبو الدحداح الأنصاري: يا رسول الله؛ وإن الله ليريد منا القرض؟ قال:"نعم، أبا الدحداح". قال: أرني يدك يا رسول الله. قال: فناوله يده، قال: فإني قد أقرضت ربي حائطي -وله حائط فيه ستمائة نخلة، وأم الدحداح فيه وعيالها قال: فجاء أبو الدحداح فناداها: يا أم الدحداح. قالت: لبيك. فقال: اخرجي، فقد أقرضته ربي ﷿ وفي رواية أنها قالت له: ربح بيعك يا أبا الدحداح. ونقلت منه متاعها وصبيانها، وأن رسول الله ﷺ قال:"كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح". وفي لفظ:"رب نخلة مدلاة، عروقها در وياقوت، لأبي الدحداح في الجنة"(٣٠).
(٣٠) - أخرجه البزار (٥/ ٤٠٢) (٢٠٣٣) وفي إسناده حميد الأعرج وهو ضعيف. وخلف بن خليفة: صدوق اختلط في الآخر. قال الهيثمي في "المجمع" (٩/ ٣٢٧): رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما ثقات، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح. ولبعض لفظه شاهد في صحيح ابن حبان (١٦/ ١١٣ - ١١٤) حديث (٧١٥٩) من حديث أنس أن رجلًا أبي النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، إن لفلان نخلة وأنا أقيم حائطي بها، فمره يعطني بها حائطي، فقال رسول الله ﷺ: "أعطه إياها بنخلة في الجنة" فأبي فأتاه أبو الدحداح، فقال: يعني نخلتك بحائطي، ففعل فأتي أبو الدحداح النبي ﷺ فقال: يا رسول الله إني ابتعت النخلة بحائطي فاجعله له، فقال النبي ﷺ: "كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة، مرارًا، فأتي أبو الدحداح امرأته فقالت: ربح السعر.