للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْمَصِيرُ (١٥)﴾.

يقول تعالى مخبرًا عن المؤمنين المتصدقين: إنهم يوم القيامة يسعى نورهم بين أيديهم في عرَصَات القيامة، بحسب أعمالهم، كما قال عبد الله بن مسعود في قوله: ﴿يَسْعَى نُورُهُمْ بَينَ أَيدِيهِمْ﴾، قال: علي قدر أعمالهم يمرون علي الصراط، منهم من نوره مثل الجبل، ومنهم من نوره مثل النخلة، ومنهم من نوره مثل الرجل القائم، وأدناهم نورا من نوره في إبهامه يتّقد مرة ويطفأ مرة.

رواه [١]، ابن أبي حاتم، وابن جرير (٣١).

وقال قتادة: ذكر لنا أن نبي الله، ، كان يقول: "من المؤمنين من يضيء نوره من المدينة إلى عَدَن أبين وصنعاء، فدون ذلك، حتى إن من المؤمنين من يضيء نوره موضع قدميه" (٣٢).

وقال سفيان الثوري: عن حُصَين (٣٣)، عن مجاهد، عن جُنَادة بن أبي أمية قال: إنكم مكتوبون عند الله بأسمائكم، وسيماكم وحُلاكم، ونجواكم مجالسكم، فإذا كان يوم القيامة قيل: يا فلان، هذا نورك. يا فلان، لا نور لك. وقرأ: ﴿يَسْعَى نُورُهُمْ بَينَ أَيدِيهِمْ﴾ (٣٣).

وقال الضحاك: ليس أحد إلا يعطى نورًا يوم القيامة، فإذا انتهوا إلى الصراط طفئ نور المنافقين، فلما رأى ذلك المؤمنون أشفقوا أن يطفأ نورهم كما طفئ نور المنافقين، فقالوا: ﴿رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا﴾.

وقال الحسن: ﴿يَسْعَى نُورُهُمْ بَينَ أَيدِيهِمْ﴾: يعني على الصراط.

وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبيد [٢] الله ابن أخي ابن وهب، أخبرنا عمي، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن مسعود، أنه سمع عبد الرحمن بن جُبَير يحدث؛ أنه سمع أبا الدرداء وأبا ذر يُخبران عن النبي قال: "أنا أول من يؤذن له يوم القيامة بالسجود، وأول من يؤذن له برفع رأسه، فأنظر من


(٣١) - تفسير الطبري (٢٧/ ٢٢٣)
(٣٢) - تفسير الطبري (٢٧/ ٢٢٢) وفي إسناده انقطاع.
(٣٣) - حصين هو ابن عبد الرحمن وهو ثقة تغير حفظه بأخرة، وبقية إسناده ثقات.