للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عيينة-] [١] عن عمرو بن دينار أنه سمع بِجَالةَ بن عَبَدةَ يقول: كتب عمر بن الخطاب : أن اقتلوا كلَّ ساحر، وساحرة. قال: فقتلنا ثلاث سواحر. وقد أخرجه البخاري (٦١٨) في صحيحه أيضًا. وهكذا صح أن حفصة أمَّ المؤمنين سحرتها جاريةٌ لها، فأمرت بها فقتلت (٦١٩). قال الإمام أحمد بن حنبلٍ: [صح عن] [٢] ثلاثة [٣] من أصحاب النبي، ، في قتل الساحر.

وروى الترمذي (٦٢٠) من حديث إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن جندب الأزدي أنه قال: قال رسول الله : "حدّ الساحر ضربه بالسيف".

ثم قال: لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وإِسماعيل بن مسلم يضعف في الحديث، والصحيح عن الحسن، عن جندب موقوفًا.

قلت: قد رواه الطبراني (٦٢١) من وجه آخر، عن الحسن، عن جندب مرفوعًا، والله أعلم.

وقد روي من طرف متعددة أنّ الوليد بن عقبة كان عنده ساحر يلعب بين يديه، فكان يضرب رأس الرجل، ثم يصيح به فيردّ إليه رأسه، فقال الناس: سبحان الله يحيي الموتى! ورآه رجل من صالحي المهاجرين، فلما كان الغد جاء مشتملًا على سيفه، وذهب يلعب لعبه ذلك، فاخترط الرجل سيفه فضرب عنق الساحر، وقال: إن كان صادقًا [٤] فَلُيحيي نفسَهُ. وتلا قوله تعالى: ﴿أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ﴾ فغضب الوليد إذ لم يستأذنه في ذلك؛ فسجنه ثم أطلقه (٦٢٢)، والله أعلم.

و [٥] قال الإمام [٦] أبو بكر الخلال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدثنا


(٦١٨) - رواه أحمد (١٦٥٧)، والشافعي في الرسالة (١١٨٣)، وفي الأم (٦/ ٩٦)، والطيالسي مختصرًا (٢٢٥)، والبخاري مطولًا (٦/ ١٨٤ - ١٨٥)، والبيهقي في الكبرى (٨/ ٢٤٧ - ٢٤٨).
(٦١٩) - رواه عبد الله بن أحمد في مسائل أبيه، ط. المكتب الإسلامي برقم (١٥٤٣) عن أبيه عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: أن حفصة سحرتها جاريتها، فذكره.
(٦٢٠) - سنن الترمذي برقم (١٤٦٠).
(٦٢١) - الكبير (٢/ ١٦١) من طريق محمد بن الحسن بن سيار، عن خالد العبد عن الحسن عن سمرة به.
(٦٢٢) - الرجل الذي قتله هو جندب بن كعب، انظر القصة في: أسد الغابة لابن الأثير في ترجمة جندب بن كعب (١/ ٣٦١) وفي الإصابة للحافظ ابن حجر (١/ ٢٥١).