للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يحيى بن سعيد، حدّثني أبو إسحاق، عن حارثة، قال: كان [١] عند بعض الأمراء رجل يلعب فجاء جندب مشتملًا على سيفه فقتله، قال [٢]: أراه كان ساحرًا.

وحمل الشافعي قصة عمر وحفصة على سحر يكون شركًا، والله أعلم.

(فصل)

حكى أبو عبد الله الرازي في "تفسيره " عن المعتزلة، أنهم أنكروا وجود السحر، قال: وربما كَفَّروا من اعتقد وجوده، قال: وأمّا أهلُ السنة فقد جوَّزوا أن يقدر الساحر أن يطير في الهواء، ويقلب الإنسان حمارًا [٣] والحمار إنسانًا، إلا أنهم قالوا: أن الله يخلق الأشياء عندما يقول الساحر تلك الرقى والكلمات المعينة، فأما أن يكون المؤثر في ذلك هو الفلك، والنجوم، فلا، خلافًا للفلاسفة، والمنجمين، والصابئة، ثم استدل على وقوع السحر، وأنه بخلق الله تعالى، بقوله تعالى: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إلا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ ومن الأخبار: بأن رسول الله، ، سُحِرَ، وأن السحر عمل فيه، وبقصة تلك المرأة مع عائشة وما ذكرت تلك المرأة من إتيانها بابلَ، وتعلمها السحر.

قال: وبما يذكر في هذا الباب من الحكايات الكثيرة، ثم قال بعد هذا [٤]:

(المسألة الخامسة) في أنّ العلم بالسحر ليس بقبيح ولا محظور: اتفق المحققون على ذلك، لأنّ العلم لذاته شريف، وأيضًا لعموم قوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾. ولأنّ [٥] السحر لو لم يكن [٦] يُعْلَم لما أمكن الفرق بينه وبين المعجزة، والعلم بكون المعجز [٧] معجزًا واجب، وما يتوقف الواجب عليه فهو واجب، فهذا يقتضي أن يكون تحصيل العلم بالسحر واجبًا وما يكون واجبًا، فكيف [٨] يكون حرامًا وقبيحًا؟!.

هذا لفظه بحروفه في هذه المسألة، وهذا الكلام فيه نظر من وجوه:

أحدها [٩] قوله: العلم بالسحر ليس بقبيحٍ شرعًا [١٠]، [إن عنى به ليس بقبيح عقلًا] [١١]، فمخالفوه من المعتزلة يمنعون هذا، وإن عنى أنه ليس بقبيح شرعًا، ففي هذة الآية الكريمة تبشيع


[١]- سقط من: ز، خ.
[٢]- في ز، خ: "فقال".
[٣]- في خ: " أو".
[٤]- في خ: "هذه".
[٥]- مكررة في خ: بلفظ" ولئن".
[٦]- سقط من ز.
[٧]- في ز، خ: "المعجزة".
[٨]- في ز: كيف.
[٩]- في ت: "أحدهما".
[١٠]- زيادة من: خ.
[١١]- ما بين المعكوفتين سقط من: خ.