للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو الضحى، عن ابن عباس: ﴿وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ أي: وما يعملون] [١].

[وقال السدي: ﴿وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ يعني: الملائكة، وما] [٢] تكتب من عمل العباد.

وقال آخرون: بل المراد هاهنا بالقلم الذي أجراه اللَّه بالقدر حين كتب مقادر الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرضين بخمسين ألف سنة. وأوردوا في [٣] ذلك الأحاديث الواردة في ذكر القلم، فقال ابن أبي حاتم:

حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان، ويونس بن حبيب؛ قالا: حدثنا أبو داود الطيالسي (٩)، حدثنا عبد الواحد بن سُليم السلمي، عن عطاء -هو ابن أبي رباح- حدثني الوليد بن عبادة بن الصامت قال: دعاني أبي حين حضره الموت فقال: إني سمعت رسول اللَّه يقول: "إن أول ما خلق اللَّه القلم، فقال له: اكتب. قال: يا رب، ما أكتب؟ قال: اكتب القدر [ما كان] [٤] وما هو كائن إلى الأبد.

وهذا الحديث قد رواه الإِمام أحمد من طرق، عن الوليد بن عبادة، عن أبيه به [٥]. وأخرجه الترمذي من حديث أبي داود الطيالسي به. وقال: حسن صحيح غريب. ورواه أبو داود في "كتاب السنة" من سننه، عن جعفر بن مسافر، عن يحيى بن حسان، عن ابن رباح، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي [٦] حفصة -واسمه حُبَيش بن شُريح الحَبشي الشامي- عن عبادة؛ فذكره.

وقال ابن جرير (١٠): حدثنا محمد بن عبد اللَّه الطوسي، حدثنا عليّ بن الحسن بن شقيق، أنبأنا عبد اللَّه بن المبارك، حدثنا رباح بن زيد، عن عمر بن حبيب، عن القاسم بن أبي بَزة، عن سعيد بن جبير، عن أبي عباس؛ أنه كان يحدث أن رسول اللَّه قال: "إن أول شيء خلقه اللَّه القلم، فأمره فكتب كل شيء". غريب من هذا الوجه، ولم يخرجوه.

وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ﴿وَالْقَلَمِ﴾ يعني: الذي كتب به الذكر.


(٩) أخرجه الطيالسي (ص ٧٩) (٥٧٧). وأخرجه أحمد (٥/ ٣١٧). والترمذي في كتاب: القدر، باب: (١٧)، حديث (٢١٥٦) (٦/ ٣٢٥ - ٣٢٦). وأبو داود في كتاب: السنة، باب: في القدر، حديث (٤٧٠٠) (٤/ ٢٢٥ - ٢٢٦). وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (٣٩٣٣).
(١٠) تفسير الطبري (٢٩/ ١٦).