للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سَنَةٍ﴾، قال: منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السماوات مقدار خمسين ألف سنة ويرم كان مقداره ألف سنة. يعني بذلك تنَزّل الأمر من السماء إلى الأرض، ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد، فذلك مقداره ألف سنة، لأن ما بين السماء والأرض مقدار [١] مسيرة خمسمائة سنة.

وقد رواه ابن جرير (٤) عن ابن حميد، عن حكام بن سَلم، عن عُمر بن معروف، عن ليث، عن مجاهد قوله، لم يذكر ابن عباس.

قال ابن أبي حاتم: وحدثنا أبي، حدثنا علي بن محمد الطنافسي، حدثنا إسحاق [٢] بن منصور، حدثنا [روح المؤدب] [٣] عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس قال: غلظ كل أرض خمسمائة عام، وبين كل أرض إلى أرض خمسمائة عام، وذلك سبعة آلاف عام: وغلظ كل سماء خمسمائة عام، وبين السماء إلى السماء خمسمائة عام، وذلك أربعة عشر ألف عام، وبين السماء السابعة وبين العرش مسيرة سنة وثلاثين ألف عام، فذلك قوله: ﴿فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾.

القول الثاني: أن المراد بذلك مدة بقاء الدنيا منذ خلق الله هذا العالم إلى قيام الساعة، قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة، أخبرنا إبراهيم بن مرسى، أخبرنا ابن أبي زائدة، عن ابن جريج، عن مجاهد: ﴿فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾، قال: الدنيا عمرها خمسون ألف سنة. وذلك عمرها يوم سماها الله تعالى دوم، ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيهِ فِي يَوْمٍ﴾، قال: اليوم: الدنيا.

وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، وعن الحكم بن أبان، عن عكرمة، ﴿فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾، قال: الدنيا من أولها إلى آخرها مقدار خمسين ألف سنة، لا يدري أحدٌ كم مضى، ولا كم بقي إلا الله ﷿.

القول الثالث: أنه اليوم الفاصل بين الدنيا والآخرة، وهو قول غريب جدًّا، قال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، حدثنا بُهلول بن المورق، حدثنا موسى بن عبيدة، أخبرني محمد بن كعب: ﴿فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾. قال: هو يوم الفصل بين الدنيا والآخرة.


(٤) تفسير الطبري (٢٩/ ٧١).