للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي أفراد، مسلم (١٢)، عن جابر في حديثه: "إن الله يَتَجلّى للمؤمنين يضحك" يعني في عرصات القيامة ففي هذه الأحاديث أن المؤمنين ينظرون إلى ربهم ﷿ في العرصات، وفي روضات الجنات.

وقال الإمام أحمد (١٣): حدثنا أبو معاوية، حدثنا عبد الملك بن أبجر، حدثنا [ثُوير] [١] بن أبي [فاختة] [٢]، عن ابن عمر؛ قال: قال رسول الله : "إن أدنى أهل الجنة منزالة لينظر في ملكه ألفي سنة، يرى أقصاه كما يرى أدناه، ينظر إلى أزواجه وخدمه، وإن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرتين".

ورواه الترمذي عن عبد بن حميد، عن شبابة، عن إسرائيل، عن ثوير قال: "سمعت ابن عمر … ". فذكره، قال: "رواه عبد الملك بن أبجر، عن ثُوَير، عن مجاهد، عن ابن عمر، قوله". وكذلك رواه الثوري، عن ثُوَير، عن مجاهد، عن ابن عمر، ولم يرفعه. ولولا خشية الإطالة لأوردنا الأحاديث بطرقها وألفاظها من الصحاح والحسان والمسانيد والسنن، ولكن ذكرنا ذلك مفرقًا في مواضعَ من [٣] هذا التفسير، وبالله التوفيق.

وهذا بحمد الله مجمع عليه بين الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة، كما هو متفق عليه بين أئمة الإسلام، وهُداة الأنام.

ومن تأول [٤] ذلك بأن المراد: (إلى [٥] مفرد الآلاء، وهي النعم، كما قال الثوري، عن منصور، عن مجاهد: ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾، فقال: تنتظر الثواب من ربها.

رواه ابن جرير (١٤) من غير وجه عن مجاهد.

وكذا قال أبو صالح أيضًا فقد [٦] أبعد هذا القائل النجعة، وأبطل فيما ذهب إليه. وأين هو من قوله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾؟ قال الشافعي؛ : ما حَجَب الفجار إلا وقد عَلِم أن الأبرار يرونه، ﷿. ثم قد تواترت الأخبار عن رسول الله بما دل عليه سياق الآية الكريمة، وهي قوله: ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾. قال


(١٢) صحيح مسلم في كتاب: الإيمان، باب: أدنى أهل الجنة منزلة فيها، حديث (٣١٤/ ١٩٠) (٣/ ٥٧ - ٥٨).
(١٣) المسند (٢/ ١٣) (٤٦٢٣). والترمذي في تفسير القرآن، باب: ومن سورة القيامة، حديث (٣٣٢٧) (٩/ ٦١٧) وضعفه أحمد شاكر في تعليقه على المسند.
(١٤) تفسير الطبري (٢٩/ ١٩٢).