للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خثيم: ﴿وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ﴾، قال: أتى عليها أمر الله. قال سفيان: قال أبي: فذكرته لعكرمة، فقال: قال ابن عباس: حشرها موتها.

وقد تقدم عن أبي بن كعب أنه قال: ﴿وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ﴾: اختلطت.

قال ابن جرير: والأولى قول من قال: ﴿حُشِرَتْ﴾: جمعت، قال الله تعالى: ﴿وَالطَّيرَ مَحْشُورَةً﴾، أي: مجموعة.

وقوله: ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾، قال ابن جرير (١٢): حدثني يعقوب، حدثنا ابن عُليَّة، عن داود، عن سعيد بن المسيب؛ قال: قال علي لرجل من اليهود: أين جهنم؛ قال: البحر. فقال [١]: ما أراه إلا صادقًا. ﴿وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ﴾، ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ مخففة [٢].

وقال ابن عباس وغير واحد: يرسل الله عليها الدبور فتسعرها، وتصير [٣] نارًا تأجج. وقد تقدم الكلام علي ذلك عند قوله: ﴿وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ﴾.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد، حدثنا أبو طاهر، حدثني عبد الجبار بن سليمان أبو سليمان النفاط -شيخ صالح يشبه بمالك [٤] بن أنس- عن معاوية بن سعيد؛ قال: إن هذا البحر بركة -يعني بحر الروم- وسط الأرض، والأنهار كلها تصب فيه، والبحر الكبير [٥] يصب فيه، وأسفله آبار مطبقة بالنحاس، فإذا كان يوم القيامة أسجر.

وهذا أثر غريب عجيب. وفي سنن أبي داود (١٣): " لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز، فإن تحت البحر نارًا، وتحت النار بحرًا". الحديث. وقد تقدم الكلام عليه في "سورة فاطر".

وقال مجاهد، والحسن بن مسلم: ﴿سُجِّرَتْ﴾ أوقدت. وقال الحسن: يبست. وقال الضحاك، وقتادة: غاض ماؤها فذهب ولم يبق فيها قطرة. وقال الضحاك أيضًا: ﴿سُجِّرَتْ﴾ فجرت. وقال السدي: فتحت وسيرت. وقال الربيع بن خثيم: ﴿سُجِّرَتْ﴾: فاضت.


(١٢) تفسير الطبري (٣٠/ ٦٧).
(١٣) تقدم تخريجه في سورة إبراهيم، آية: ٤٨.