قال [١]: قلت: يا رسول الله، من في الجنة؟ قال:"النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والموءودة في الجنة".
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا قرة؛ قال: سمعت الحسن؛ يقول: قيل: يا رسول الله، من في الجنة؟ قال:"الموءودة [٢] في الجنة".
هذا حديث مرسل من مراسيل الحسن، ومنهم من قبله.
وقال ابن أبي حاتم: حدثني [٣] أبو عبد الله الظهراني، حدثنا حفص بن عمر العدني، حدثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة؛ قال: قال ابن عباس: أطفال المشركين في الجنة، فمن زعم أنهم في النار فقد كذب، يقول الله ﷿: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾، قال ابن عباس: هي المدفونة.
وقال عبد الرزاق (٢١): أخبرنا إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عن عمر بن الخطاب في قوله: ﴿وإذا الموءودة سئلت﴾، قال: جاء قيس بن عاصم إلى رسول الله ﷺ؛ فقال: يا رسول الله، إني وأدت بنات لي في الجاهلية، فقال:"أعتق عن كل واحدة منهن رقبة". قال: يا رسول الله؛ إني صاحب إبل؟ قال:"فانحر عن كل واحدة منهن بدنة".
قال الحافظ أبو بكر البزار: خولف فيه عبد الرزاق، ولم يكتبه إلا عن الحسين بن مهدي عنه.
وقد رواه ابن أبي حاتم فقال: أخبرنا أبو عبد الله الظهراني -فيما كتب إليّ- قال: حدثنا عبد الرزاق … فذكره بإسناده مثله، إلا أنه قال: وأدت ثمان بنات لي في الجاهلية. وقال في آخره:"فأهد إن شئت عن كل واحدة بدنة". ثم قال:
حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا قيس بن الربيع، عن الأغر بن الصباح، عن خليفة بن حصين؛ قال: قدم قيس بن عاصم علي رسول الله ﷺ؛ فقال: يا رسول الله، إني وأدت اثنتي عشرة ابنة لي في الجاهلية -أو: ثلاث عشرة- قال:"أعتق عددهن نسمًا". قال: فأعتق عددهن نسمًا، فلما كان في العام المقبل جاء بمائة ناقة، فقال: يا رسول الله، هذه صدقة قومي على أثر ما صنعت بالمسلمين. قال علي بن أبي
(٢١) أخرجه البزار (٢/ ١١٥ - مختصر) (١٥٢٥). والبيهقي (٨/ ١١٦) كتاب: الديات، باب: ما جاء في الكفارة في الجنين، وغير ذلك. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ١٣٧): رواه البزار والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح غير حسين بن مهدي الأيلي وهو ثقة. ا هـ.