للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طالب: فكنا [١] نريحها، ونسميها القيسية.

وقوله: ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾ قال الضحاك: أعطي كل إنسان صحيفته [٢] بيمينه أو بشماله.

وقال قتادة: صحيفتك [٣] يا بن آدم، تملي فيها، ثم تطوى، ثم تنشر عليك يوم القيامة، فلينظر [٤] رجل ماذا يملي في صحيفته.

وقوله: ﴿وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ﴾ قال مجاهد: اجتذبت. وقال السدي: كشفت. وقال الضحاك: تنكشط فتذهب.

وقوله: ﴿وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ﴾، قال السدي: أحميت. وقال قتادة: أوقدت. قال: وإنما يسعرها غضب الله وخطايا بني آدم.

وقوله: ﴿وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ﴾ قال الضحاك وأبو مالك، وقتادة والربيع بن خثيم: أي: قربت إلى أهلها.

وقوله: ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ﴾: هذا هو الجواب، أي: إذا وقعت هذه الأمور حينئذ تعلم كل نفس ما عملت وأحضر ذلك [٥] لها، كما قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَينَهَا وَبَينَهُ أَمَدًا بَعِيدًا﴾. وقال تعالى: ﴿يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (١٣)﴾.

قال ابن أبي حاتم (٢٢): حدثنا أبي، حدثنا عبدة، حدثنا ابن المبارك، أخبرنا محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن أبيه؛ قال: لما نزلت: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١)﴾، قال عمر: لما بلغ ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (١٤)﴾، قال: لهذا أجري [٦] الحديث.

﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (١٦) وَاللَّيلِ إِذَا عَسْعَسَ (١٧) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (١٨) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (٢٢) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (٢٣) وَمَا هُوَ عَلَى


(٢٢) زاد السيوطي نسبته لعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه (٦/ ٥٢٨).