للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لبس قلوبهم من كثرة الذنوب والخطايا؛ ولهذا قال تعالى: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾. والرين يعتري قلوب الكافرين، والغيم للأبرار، والغين للمقربين.

وقد روى ابن جرير (١٦) والترمذي والنسائي وابن ماجة. من طرق، عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي ؛ قال: "إن العبد إذا أذنب ذنبًا كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب منها صقل [١]، قلبه، وإن [٢] زاد زادت؛ فذلك قول الله: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾.

وقال الترمذي: "حسن صحيح". ولفظ النسائي: "إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكت في قلبه نكتة، فإن هو نزغ واستغفر وتاب صقل [٣] قلبه، فإن عاد زيد فيها حتى يعلو قلبه، فهو الران الذي قال الله: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾.

وقال أحمد (١٧): حدثنا صفوان بن عيسى [٤]، أخبرنا ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله : "إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه، فإن زاد زادت حتى يعلو قلبه، وذاك الران الذي ذكر الله في القرآن: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾.

وقال الحسن البصري: هو الذنب علي الذنب، حتى يعمى القلب، فيموت. وكذا قال مجاهد [بن جبر] [٥] وقتادة، وابن [٦] زيد، وغيرهم.

وقوله: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾، أي: لهم يوم القيامة منزل ونزل سجين، ثم هم [يوم القيامة] [٧] [مع ذلك] [٨] محجوبون عن رؤية ربهم وخالقهم.


(١٦) أخرجه الطبري (٣٠/ ٩٨). والترمذي في كتاب: تفسير القرآن، باب: ومن سورة ويل للمطففين، حديث (٣٣٣١) (٩/ ٦٩). وقال: حسن صحيح. والنسائي في الكبرى في كتاب: التفسير، باب: قوله: تعالى: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾، حديث (١١٦٥٨) (٦/ ٥٠٩). وفي كتاب: عمل اليوم والليلة، باب: ما يفعل من بلى بذنب وما يقول، حديث (١٠٢٥١) (٦/ ١١٠). وابن ماجة في كتاب: الزهد، باب: ذكر الذنوب، حديث (٤٢٤٤) (٢/ ١٤١٨). وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجة (٣٤٢٢).
(١٧) أخرجه أحمد (٢/ ٢٩٧).