للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"إنه ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا معذبًا". فقلت: أليس الله يقول: ﴿فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾؟. قال: "ذاك العرض، إنه من نوقش الحساب عذب". وقال بيده على إصبعه كأنه [١] ينكت.

وقد رواه أيضًا (١٢) عن عمرو بن عليّ عن ابن أبي عدي، عن أبي يونس القشيري، عن ابن أبي مليكة، عن القاسم، عن عائشة .. فذكر الحديث. أخرجاه من طريق أبي يونس القشيري، واسمه حاتم بن أبي صغيرة، به.

و [٢] قال ابن جرير (١٣): وحدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثنا مسلم، عن الحريش بن الخريت أخي الزبير، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة؛ قالت: من نوقش الحساب أو: من حوسب عذب. قال: ثم قالت: إنما الحساب اليسير عرض على الله ﷿ وهو يراهم.

وقال أحمد (١٤): حدثنا إسماعيل، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثني عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير، [عن عباد بن عبد الله بن الزبير] [٣]، عن عائشة؛ قالت: سمعت رسول الله ؛ يقول في بعض صلاته: "اللَّهم؛ حاسبني حسابًا يسيرًا". فلما انصرف قلت: يا رسول الله؛ ما الحساب اليسير؟ قال: "أن ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه، إنه من نوقش الحساب يا عائشة يومئذ هلك". صحيح على شرط مسلم.

[وقوله تعالى] [٤]: ﴿وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا﴾، أي: ويرجع إلى أهله في الجنة. قاله قتادة، والضحاك: ﴿مَسْرُورًا﴾ أي: فرحان مغتبطًا بما أعطاه الله ﷿.

وقد روى الطبراني (١٥) عن ثوبان -مولى رسول الله أنه قال: "إنكم


(١٢) تفسير الطبري (٣٠/ ١١٦ - ١١٧). وأخرجه البخاري في كتاب: التفسير، باب: ﴿فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾ حديث (٤٩٣٩) (٨/ ٦٩٧). وفي كتاب: الرقاق، باب: من نوقش الحساب عذب، حديث (٦٥٣٧) (١١/ ٤٠٠). ومسلم في كتاب: الجنة، باب: إثبات الحساب، حديث (٨٠/ ٢٨٧٦) (١٧/ ٣٠٣).
(١٣) تفسير الطبري (٣٠/ ١١٦).
(١٤) المسند (٦/ ٤٨) (٢٤٣٢٥).
(١٥) معجم الطبراني (٢/ ٩٤) (١٤١٦). قال الهيثمي في "المجمع" (١٠١/ ٢٣٤): رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف. ا هـ.