للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعضهم: كأن النبي كان بالبادية.

وقال أحمد أيضًا (٢١): حدثنا إسماعيل، حدثنا سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : "أما أهل النار الذين هم أهلها، فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن أناس -أو كما قال- تصيبهم النار بذنوبهم -أو قال: بخطاياهم- فيميتهم إماتة، حتى إذا صاروا فحمًا أذن في الشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر، فنبتوا [١] على أنهار الجنة، فيقال: يا أهل الجنة، أفيضوا عليهم. فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل". قال: فقال رجل من القوم حينئذ: كأن رسول الله كان [في البادية] [٢].

ورواه مسلم من حديث بشر بن [٣] المفضل وشعبة، كلاهما [٤] عن أبي مسلمة [٥] سعيد بن يزيد، به مثله.

ورواه أحمد [٦] (٢٢) أيضًا عن يزيد، عن سعيد بن إياس الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، عن النبي قال: "إن أهل النار الذين لا يريد الله إخراجهم لا يموتون فيها ولا يحيون، وإن أهل النار الذين يريد الله إخراجهم يميتهم فيها إماتة، حتى يصيروا فحمًا، ثم يخرجون ضبائر فيلقون على أنهار الجنة، [أو: يرش عليهم من أنهار الجنة] [٧]؛ فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل.

وقد قال الله إخبارًا عن أهل النار: ﴿وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَينَا رَبُّكَ قَال إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ﴾، وقال تعالى: ﴿لَا يُقْضَى عَلَيهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا … ﴾.

إلى غير ذلك من الآيات في هذا المعنى.

﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (١٤) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (١٥) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (١٦) وَالْآخِرَةُ خَيرٌ وَأَبْقَى (١٧) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (١٨) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ


(٢١) - المسند (٣/ ١١) (١١٠٩١). ومسلم في كتاب: الإيمان، باب: إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار، حديث (٣٠٦، ٣٠٧/ ١٨٥) (٣/ ٤٦ - ٤٨).
(٢٢) - المسند (٣/ ٢٠) (١١١٦٥).