تَنَكَّلُوا عَن بطن مَكَّةَ، إنها … كَانَتْ قَديمًا لا يُرَام حَريمُها
لَم تُخلَقِ الشِّعرَى لَيالي حُرِّمَتْ … إذْ لا عَزيزَ مِنَ الأنام يَرومُها
سَائل أميرَ الجيش عَنْها: ما رَأى؟ … فَلَسَوفَ يُنبي الجاهليَن عَليمُهَا
ستّونَ ألفًا لم يئُوبوا أرضَهم، … بَل لَم يعش بَعدَ الإياب سقيمُها
كَانَتْ بها عَادْ وجُزهُم قَبلَهم … واللهُ من فَوق العبَادَ يُقيمُهما
وقال أبو قيس بن الأسلت الأنصاري المرّي [١]:
ومن صنعه يوم فيل الحبو … ش، إذ كل ما بعثوه رزمْ
محاجنهم تحت أقرابه [٢] … وقَدْ شَرَموا أنفَه [٣] فانخَرَمْ
وَقَدْ جَعَلوا سَوطَه مغْولًا … إذا يمموه قفاه كُلِّمَ
[فَولى و] [٤] أدْبَرَ أدْرَاجَه … وقد بَاء بالظلم من كان ثَمّ
فأرسَلَ مِنْ فَوقهم حَاصبًا … يَلُفهمُ مثْل لَفّ القُزُم
تحث [٥] على الصبر أخبارهم … وقد ثأجوا كثؤاج الغنم
وقال أبو الصلت بن أبي ربيعة الثقفي، ويروى لأمية بن أبي الصلت بن أبي ربيعة:
إنّ آيات رَبّنا بَاقيات … ما يمَاري فيهن إلا الكفور
خُلِق الليل والنهار، فكلٌّ … مستبين حسابه مقدورُ
ثم يجلو النهارَ ربٌّ رحيمُ … بمهاة شعاعها منشور
حُبِس الفيلُ بالمغمّس حتى صار … يحبو كأنه معقورُ
لازمًا حَلقُه الجرانَ كما قُطّر … مِن ظَهْر كَبكَب محدورُ
حَوْلَهُ مِنْ مُلُوكِ كِنْدَةَ أَبْطَالٌ … مَلَاويثُ [٦] في الحُرُوبِ صُقُورُ
خَلَّفُوه ثم ابذَعَرّوا جَمِيعًا، … كُلّهم عَظْمُ ساقِه مَكْسُورُ
كُلُّ دِينٍ يَومَ القِيَامَةِ عند الـ … ـله إلا دينَ الحنَيفَةِ [٧] بُورُ
وقد قدمنا في تفسير"سورة الفتح" (١٠) أن رسول الله ﷺ لما أطل يوم الحديبية على الثنية التي تهبط به على قريش، بركت ناقته، فزجروها فألحت، فقالوا: خلأت
(١٠) آية (٢٥).