للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومما يتعلق بقوله تعالى ﴿الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ﴾ أن من عمل عملًا لله فاطّلع عليه الناس، فأعجبه ذلك، أن هذا لا يعد رياء، والدليل علي ذلك ما رواه الحافظ أبو يعلَى الموصلي في مسنده (٦): حدثنا هارون بن معروف، حدثنا مخلد بن يزيد [١]، حدثنا سعيد بن بشير، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة؛ قال: كنت أصلي، فدخل عليَّ رجل، فأعجبني ذلك، فذكرته لرسول الله ، فقال: "كتب لك أجران: أجر السر، وأجر العلانية".

قال أبو علي هارون بن معروف: بلغني أن ابن المبارك قال: نعم الحديث للمرائين.

وهذا حديث غريب من هذا الوجه، وسعيد بن بشير [٢] متوسط، وروايته عن الأعمش عزيزة، وقد رواه غيره عنه [٣].

قال أبو يعلى أيضًا (٧): حدثنا محمد بن المثنى بن موسى، حدثنا أبو داود، حدثنا أبو سنان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال [٤] رجل: يا رسول الله، الرجل يعمل العمل يسره، فإذا اطلع عليه [٥] أعجبه؟ قال: قال رسول الله : "له أجران، أجر السر وأجر العلانية".

وقد رواه الترمذي (٨) عن محمد بن المثنى، وابن ماجة عن بندار، كليهما [٦] عن أبي داود الطيالسي، عن أبي سنان الشيباني، واسمه: ضرار بن مرة. ثم قال الترمذي: غريب، وقد رواه الأعمش وغيره، عن حبيب، عن [أبي صالح] [٧] … مرسلًا.


= في الكبير، والأوسط .. ورواه أحمد وسمى الطبراني الرجل وهو خيثمة بن عبد الرحمن فبهذا الاعتبار رجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني في الكبير رجال الصحيح. ا هـ. وصححه أحمد شاكر في تعليقاته على المسند.
(٦) رواه البغوي في شرح السنة (١٤/ ٣٢٨) رقم (٤١٤١) من طريق عبد الحميد بن حريث القرشي عن سعيد بن بشير به. وسعيد بن بشير ضعيف كما في التقريب.
(٧) رواه الطيالسي ص (٣١٨) رقم (٢٤٣٠) وحبيب بن أبي ثابت مدلس وقد عنعن.
(٨) سنن الترمذي في كتاب: الزهد، باب: عمل السر، حديث (٢٣٨٥) (٧/ ١١٥). وابن ماجة في كتاب: الزهد، باب: الثناء الحسن، حديث (٤٢٢٦) (٢/ ١٤١٢). وضعفه الألباني في الضعيفة (٤٣٤٤).