للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المستخرجة: "عبارة عن حصر شامل لمعلومات فقهية يرجع معظمها لابن القاسم العتقي عن مالك بن أنس، وهي برواية من جاءوا بعده مباشرة، كما أنها تحتوي على آراء فقهية لتلاميذ مالك وخلفائه" (١)، "فالمستخرجة إذن هي سماعات أحد عشر فقيهاً، ثلاثة منهم أخذوا عن مالك مباشرة، وهم ابن القاسم، وأشهب، وابن نافع المدني، والآخرون أمثال: ابن وهب، ويحيى لليثي، وسحنون، وأصبغ" (٢).

"والواقع أن العتبي حفظ في المستخرجة - فضلاً عن الروايات المسموعة - سماعات كثيرة عن مالك، وتلاميذه؛ لولاه لضاعت، إلا أنه لم يتمكن من تمحيصها وعرضها على أصول المذهب، ومقارنتها بالروايات الأخرى" (٣)، وهو الأمر الذي يفسر لنا اختلاف موقف علماء المالكية - وبالذات المعاصرين للمؤلف - منها قبولاً ورفضاً.

ولعل ما يؤيد هذا التفسير أن ابن لبابة (٤) - تلميذ العتبي - يرى


(١) دراسات في مصادر الفقه المالكي (ص ١١٨).
(٢) معلمة الفقه المالكي (ص ١٤٢).
(٣) ابن رشد، محمد بن أحمد، البيان والتحصيل (مقدمة المحقق د. محمد حجي ١/ ٢١).
(٤) ابن لبابة: محمد بن عمر، كان إماماً في الفقه، مقدماً على أهل زمانه في حفظ الرأي، والبصر بالفتيا، كان اعتماده على العتبي، وابن مزين، دارت عليه الأحكام ستين عاماً، فقيه الأندلس، اعرف الناس باختلاف أصحاب مالك وغيره (توفي سنة ٣١٤ هـ). انظر: تاريخ علماء الأندلس رقم (١١٨٩)؛ جذوة المقتبس (ص ٧٦)، ترتيب المدارك (٥/ ١٥٣ - ١٥٧).

<<  <   >  >>