للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن الإمام، وآخرون اشتهروا بالحديث مع استيعابهم لفقه الإمام.

[كان لهذين العاملين أثر واضح في ظهور منهجين في المذهب]

المنهج الأول: يرى تقديم الأحاديث الصحيحة على العمل، أي تقديم السنة المرفوعة على السنة الأثرية.

وقد تزعم هذا المنهج تلاميذ مالك المدنيين وعلى رأسهم ابن الماجشون (١)، وناصره فيه من المصريين ابن وهب، ومن الأندلسيين ابن حبيب (٢)، وإن كان متأخراً.


(١) ابن الماجشون: أبو مروان عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، دارت عليه الفتيا في زمانه، فكان في زمانه مفتي المدينة، فقيه ابن فقيه، تتلمذ عليه ابن المعذل وسحنون وابن حبيب، وكان يرفعه في الفهم على أكثر أصحاب مالك، له كلام كثير في الفقه وغيره، وعلم كثير، له كتاب سماعات، وهي معروفة (ت ٢١٢ هـ، وقيل: ٢١٣/ ٢١٤).
انظر: الانتقاء (ص ٥٧ - ٥٨)؛ ترتيب المدارك (٣/ ١٣٦ - ١٤٤).
(٢) عبد الملك بن حبيب السلمي، أبو مروان، نفقه بيحيى بن يحيى، وعيسى بن دينار، ثم ارتحل وهو فقيه عالم إلى المدينة، فعرض كتبه على ابن الماجشون، ومطرف، وابن نافع الزبيري، وانصرف إلى الأندلس وقد جمع علماً عظيماً، كان حافظاً للفقه على مذهب المدنيين، نبيلاً فيه، له مؤلفات في الفقه، والتواريخ، والآداب، كثير حسان، أهمها وأشهرها: كتاب الواضحة، اعتلت منزلته عند الأمير عبد الرحمن، ولا سيما بعد وفاة يحيى بن يحيى، فإنه تفرد به، وحل بمنزلته، ولم يكن يقدم أحداً من أصحابه عليه، ولا يعدل بمشورته عنه، فقيه مشهور، متصرف في فنون من الآداب، وسائر المعاني، كثير الحديث والمشايخ (ت ٢٣٨ هـ، وقيل ٢٣٩ هـ). انظر: تاريخ علماء الأندلس رقم (٨١٦)؛ المقتبس (ص ١٨٣ - ١٨٤)؛ طبقات الفقهاء (ص ١٦٤)؛ جذوة المقتبس (ص ٢٨٢ - ٢٨٤)؛ ترتيب المدارك (٤/ ١٢٢ - ١٤١)؛ الديباج المذهب (٢/ ٨ - ١٥).

<<  <   >  >>