زخرت هذه المرحلة بالكثير من المؤلفات الفقهية المقبولة لدى علماء المالكية، إلا أن درجات القبول تختلف من مؤلف لآخر، ويصور تباين "الدرجات" ما يطلقه علماء المالكية على هذه الكتب من صفات الاستحسان والتقدير، تمييزاً لمؤلف واعتناء به وإظهاراً لما يتمتع به محتوى الكتاب من وزن في الميدان العلمي.
في ضوء هذه الحقيقة يمكن تصنيف المؤلفات المالكية في هذه المرحلة إلى:
١ - مؤلفات وصفت بأنها (معتمدة)، (معوّل عليها)، (تلقاها العلماء بالقبول) ... ، وغير ذلك من الصفات التقويمية الصريحة في اعتماد الآراء الفقهية لتلك الكتب وترجيحاتها.
٢ - مؤلفات لم يجد الباحث تصريح العلماء باعتمادها، إلا أنها نالت استحساناً من العلماء، فوصفوها بأوصاف تنبئ عن قبولها - على وجه العموم، فهناك (كتب مشهورة)، وأخرى (حسنة مفيدة)، و (جامعة حافلة)، وهذه الصفات صفات تقديرية لا تستلزم اعتماد كل ما جاء في هذه المؤلفات والعكس صحيح.
٣ - مؤلفات لم يطلع الباحث على التصريح باستحسانها، ولا برفضها، ولكنها في واقع الحال حظيت بعناية بعض من كبار علماء