للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢ - الاصطلاح القروي]

" أما الاصطلاح القوي: فهو البحث عن ألفاظ الكتاب، وتحقيق ما احتوت عليه بواطن الأبواب، وتصحيح الروايات، وبيان وجوه الاحتمالات، والتنبيه على ما في الكلام من اضطراب الجواب، واختلاف المقالات، مع ما انضاف إلى ذلك من تتبع الآثار، وترتيب أساليب الأخبار، وضبط الحروف على حسب ما وقع في السماع، وافق ذلك عوامل الإعراب أو خالفها" (١)، فهو منهج أثري يركز على "النص"، والتخريج عليه، ومدارسته، ومناقشته.

نتج من الاتصالات العلمية تقارب هاتين الطريقتين تقارباً أدى إلى توحيدهما وامتزاجهما، وهو امتزاج ظهر جلياً واضحاً في أواخر مرحلة التطور بصفة خاصة، وإن كانت معالمه ظهرت في وقت مبكر.

يصور لنا فضيلة الشيخ ابن عاشور في أسلوب دقيق مركز مدى تأثير الصلاة الفكرية بين مدارس المذهب في التكوين العلمي والمنهجي لابن أبي زيد فيقول: " ... وكان اتجاهه [ابن أبي زيد] إلى تفريع الفقه، وتحقيقه، ... ، فعقد صلاته الفكرية منذ نشأته الأولى بمراكز الثقافة الفقهية، وارتوى من منافعها، فكانت صلات أخذه


(١) أزهار الرياض (٣/ ٢٢).

<<  <   >  >>