للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[(١) الروايات والسماعات المعتمدة]

يقول الخطابي (١) " ... تجد أصحاب مالك لا يعتمدون من مذهبه إلا رواية ابن القاسم والأشهب وضربائهم وتلاد أصحابه، فإذا جاءت روايات عبد الله بن الحكم وأضرابه لم تكن عندهم طائلاً" (٢).

وكلام الإمام الخطابي يصور "الاتجاه الانفرادي" الذي كان متحكماً في مجال السماعات المعتمدة لدى كل مدرسة، وهو تيار أخذ في الانحسار تدريجياً مع أواخر المرحلة الأولى، وبلغ أشده وذروته مع نهاية مرحلة التطور.

فمدرسة الأندلس التي تبنت على المستوى الرسمي القضائي رأى ابن القاسم فقط دون غيره، كان لها السبق في تقديم أول جمع رسمي من نوعه ومنهجه لسماعات مالك أياً كانت المدرسة التي ترويه أو تعتمده، وأخرجت بذلك كتاب الاستيعاب.


(١) "الإمام العلامة الحافظ اللغوي، أو سليمان، حمد بن محمد بن إبراهيم ابن خطاب البستي الخطابي، صاحب التصانيف، أخذ الفقه على مذهب الشافعي عن أبي بكر القفال الشاشي ... ، طوّف ثم ألف في فنون من العلم، وصنف ... "، (توفي سنة ٣٨٨ هـ). سير أعلام النبلاء (١٧/ ٢٣ - ٢٨).
(٢) معالم السنن (مع مختصر سنن أبي داود للمنذري، وتهذيبه للإمام ابن القيم ١/ ٨).

<<  <   >  >>