للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"فقد سقط إلى الحكم أمير المؤمنين (١) كتاب من رأي مالك ابتدأه (٢) بعض أصحاب إسماعيل القاضي [المدرسة العراقية]، وبوبه، وقرره ديواناً جامعاً لقول مالك خاصة - لا يشاركه فيه قول أحد من أصحابه - باختلاف الرواية عنه، وذكر من رواها.

مضى للمؤلف منه مقدار أجزاء أو نحوها، واخترمته المنية عن إتمامه، فلما رآه الحكم، أعجبه بسطه، وحرص على إكمال الفائدة به، فذاكر به قاضيه ابن السليم (٣)، وسأله: هل عندك


(١) الحكم المستنصر بن عبد الرحمن أمير الأندلس، تقدمت ترجمته (ص ١٨٣).
(٢) "المبتدئ بتأليف كتاب الاستيعاب لأقوال مالك مجردة دون أقوال أصحابه" هو عبد الله بن حنين بن عبد الله الكلابي، توفي سنة ٣١٩ هـ. انظر: الديباج المذهب (١/ ٤٣٦).
(٣) ابن السليم: محمد بن إسحاق بن السليم، تولى القضاء للحكم المستنصر ابن عبد الرحمن بقرطبة، كلان لين الكلمة، سهل الخلق، متواضعاً، من العدول المرضيين، والفقهاء المشهورين، وله عند أهل بلده جلالة مذكورة، ومنزلة في العلم والفضل معروفة، وكان مع هيبته، ورياسته، حسن العشرة والأنس، كريم النفس، حافظاً للفقه، بصيراً بالاختلاف، عالماً بالحديث، راسخاً في العلم، لم يل القضاء لقرطبة أفقه منه، جمع إلى الرواية الواسعة جودة استنباط الفقه والفتيا (توفي سنة ٣٦٧ هـ).
انظر: تاريخ علماء الأندلس رقم (١٣١٩)، جذوة المقتبس (ص ٤٣ - ٤٤)، ترتيب المدارك (٦/ ٢٨٠ - ٢٨٩).

<<  <   >  >>