المالكية كتباً معينة مشهورة من كتب هذه الفترة، اعتبروها زبدة آراء علمائهم، فاختصوها بمزيد الاهتمام، واتفقوا على اعتمادها مرجعاً أساساً راجحاً فيما تعرضه من آراء، وأصبحت هذه الكتب "أمهات المذهب ودواوينه"، يوجزون اعتمادهم عليها، فيرون أن الأمهات أربعة:
ويجعلون (الدواوين) سبعة - تجاوزاً - فيضيفون إلى الأمهات الأربع: المختلط، والمجموعة، والمبسوط، فتصبح الدواوين سبعة.
وغني عن الذكر أن المختلطة هي المدونة، أو بتعبير أدق هي المدونة قبل تنظيم سحنون لها، وهي اسم بقي علماً للأجزاء التي لم يكتب لسحنون أن يهذبها وينظمها من المدونة، فالدواوين في حقيقتها ست فقط (١).
ولا شك أن في تخصيص هذه الكتب بهذين الاسمين إشارة واضحة من علماء المذهب إلى أنها تجمع أهم السماعات المالكية، والاجتهادات لعلماء هذه المرحلة، وسيعرض الباحث هذه الكتب، وانطباعات العلماء عنها، ومدى اعتمادها لديهم:
(١) انظر: حاشية عدوي على الخرشي (١/ ٣٨)، وانظر: السلطان عبد الحفيظ، العذب السلسبيل في حل ألفاظ خليل (ص ٨٣).