للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولست هنا بصدد تقويم "الموطأ" من حيث كونه كتاباً يجمع بين دفتيه حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ يكفي أنه كان يعد "أصح كتاب بعد كتاب الله"، حتى ألف الإمام البخاري صحيحه (١)، ولم ينقص لذلك من قدر الموطأ عند أرباب العلم بالحديث إلى زماننا هذا؛ "فإن الموافق والمخالف أجمع على تقديمه، وتفضيله، وروايته، وتقديم حديثه، وتصحيحه" (٢)، وإنما الذي يهم الباحث هنا هو تقويم: "ما استنبطه الإمام مالك - رحمه الله - من الفقه المستند إلى العمل، أو إلى القياس أو إلى قواعد الشريعة" (٣).

"كتاب الموطأ أصبح كتب الفقه، وأشهرها، وأقدمها، وأجمعها، وقد اتفق السواد الأعظم من الملة المرحومة على العمل به، والاجتهاد في روايته" (٤).

"ومن اليقين أنه ليس بيد أحد اليوم كتاب في الفقه أقوى من الموطأ؛ لأن أفضل الكتاب: إما أن يكون باعتبار المؤلف، أو من جهة


(١) انظر: المقدمات الممهدات (١/ ٤٤)، ترتيب المدارك (٢/ ٧٠)، مجموعة فتاوى ابن تيمية (٢٠/ ٣٢٠ - ٣٢٣)، تنوير الحوالك (١/ ٧).
(٢) ترتيب المدارك (٢/ ٨٠).
(٣) كشف المغطى (ص ١٩).
(٤) الدهلوي، الإمام ولي الله، أحمد بن عبد الرحيم، المسوى من أحاديث الموطأ (ص ٤ - ٥).

<<  <   >  >>