للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لحق المدارس المالكية من اضطهاد في مناطق أخرى، حظيت في الأندلس بتأييد الحكام. هذا التأييد الذي توجه بخطاب الحكم المستنصر بن عبد الرحمن (١)، والذي ينص على أن: "من خالف مذهب مالك بن أنس رحمه الله بالفتوى أو غيره، وبلغني خبره أنزلت به من النكار ما يستحق، وجعلته ثراداً (٢)، وقد أخبرت فيما رأيت من الكتب أن مذهب مالك وأصحابه أفضل المذهب، ولم نر أن أصحابه، ولا فيمن تقلد مذهبه غير السنة والجماعة، فليتمسك بهذا ففيه النجاة إن شاء الله" (٣). بل كان رأي الدولة أن " ... كل من زاع عن مذهب مالك فإن ممن رين على قلبه، وزين له سوء عمله ... " (٤).


(١) الحكم المستنصر بن عبد الرحمن، أمير المؤمنين الخليفة الأموي بالأندلس "كان حسن السيرة، جامعاً للعلوم، محباً لها، مكرماً لأهلها ... ، وجمع من الكتب في أنواعها ما لم يجمع أحد من الملوك قبله هناك، وذلك بإرساله إلى الأقطار، واشترائه لها بأغلى الأثمان، بلغت عدد فهارس الكتب في مكتبته أربعاً وأربعون فهرسة، وفي كل فهرسة عشرون ورقة (توفي ٣٦٦ هـ).
جذوة المقتبس (ص ١٣ - ١٦)، وانظر: تاريخ علماء الأندلس (ص ٧)، نفح الطيب (١/ ٣٦٢، ٣٧١).
(٢) في القاموس: ثرد الذبيحة قتلها من غير أن يفري أوداجها ... والمثرِّد من يذبح بحجر أو عظم، أو مَنْ حديدته غير حادة، واسم ذلك المثراد والثريد. مادة (ثرد).
(٣) المعيار (٢/ ٣٣٢ - ٣٣٣).
(٤) المرجع السابق.

<<  <   >  >>