للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دائرة الأقوال والآراء الفقهية التي تندرج تحت "مظلة" المذهب؛ غذ تخرج به الآراء الفقهية المعزوة إلى تلاميذ مالك، ومن جاء بعدهم من أئمة المذهب، ومن ثم فقد حرر المتأخرون من العلماء تعريف المذهب بأن "المراد بمذهبه: ما قاله هو وأصحابه على طريقته، ونسب إليه مذهباً؛ لكونه يجري على قواعده وأصله الذي بنى عليه مذهبه، وليس المراد ما ذهب إليه وحده دون غيره من أهل مذهبه" (١)، فمن المسلم به أن أصحاب مالك - رضي الله عنه - كابن القاسم وغيره "قيدوا ما أطلق، وخصصوا ما عمم من الآثار" (٢). وقد نقل أن ابن القاسم خالف مالكاً في أكثر من مسألة؛ وإن كان بعض العلماء حصرها في أربعة مسائل (٣)، كما اختار يحيى بن يحيى الليثي (٤)، أحد كبار تلاميذ مالك، وناشر مذهبه في


(١) العدوي، علي بن أحمد، حاشية الشيخ علي العدوي على الخرشي (بهامش الخرشي على خليل ١/ ٣٥).
(٢) الفواكه الدواني (١/ ٢٤).
(٣) ذكر ابن ناجي المسائل التي خالف ابن القاسم فيها مالكاً، في كتاب الزكاة من شرح المدونة لابن ناجي. انظر: الثعالبي الحجوي، محمد بن الحسن، الفكر السامي (١/ ٤٣٩ - ٤٤١).
(٤) يحيى بن يحيى بن كثير بن وسلاس الليثي (ت ٢٣٣/ ٢٣٤ هـ)، سمع من مالك، كما سمع من ابن القاسم، وحمل عنه من رأيه عشرة كتب كبار، إمام أهل بلده والمقتدى به فيهم، والمنظور إليه، والمعول عليه، سماه مالك: "عاقل الأندلس"، به انتشر مذهب مالك في الأندلس، امتنع عن القضاء فكان أعلى قدراً من القضاة عند ولاة الأمر.
انظر: تاريخ علماء الأندلس رقم (١٥٥٦)؛ الانتقاء (ص ٥٨ - ٦٠)؛ ابن حيان، حيان بن خلف القرطبي، المقتبس من أبناء الأندلس (ص ٢١٨ - ٢١٩)؛ طبقات الفقهاء (١٥٧)؛ جذوة المقتبس (ص ٣٨٢ - ٣٨٤)؛ ترتيب المدارك (٣/ ٣٧٩ - ٣٩٤)؛ الضبي، أحمد بن يحيى، بغية الملتمس (ص ٥١٠ - ٥١٢)؛ الديباج المذهب (٢/ ٣٥٢ - ٣٥٣).

<<  <   >  >>